رم - بلال حسن التل
العبادات في الإسلام ليست مجرد شعائر تؤدى، لكن كل منها تشكل مفتاحا لمنظومة من المفاهيم التي يجب أن تنعكس في سلوك المسلم وتصرفاته، وهذه حقيقة لا يفهمها الكثيرون منا، وسأضرب على ذلك مثلاً مما يجري في مساجدنا يوم الجمعة على سبيل المثال، ففي سورة الأعراف قوله تعالي {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} وقد فسر العلماء هذه الآية بضرورة لبس الملابس التي تستر العورة والتي تكون جميلة ونظيفة، وهي آية كريمة تضع قاعدة من قواعد السلوك، وهي قاعدة تتم مخالفتها من قبل نسبة عالية من المصلين، حيث يحضر الكثير منهم إلى المساجد، بملابس لا تستر العورة خاصة في الركوع والسجود، كما يحضر الكثيرون منهم بملابس النوم، أو ملابس الرياضة، كما تحضر نسبة كبيرة منهم بملابس مزركشة، عليها الكثير من الرسوم والشعارات واعلام الدول التي تعادي الإسلام، وصور بعض نجوم الرياضة بمن فيهم الذين عرفوا بمناصرتهم لكيان الاحتلال في فلسطين، وفوق ان هؤلاء يخالفون قاعدة (خذوا زينتكم عند كل مسجد)، فقد فاتهم أيضا ان اللباس ثقافة، وانهم بما يرتدون من رسوم وشعارات وعبارات على ملابسهم، إنما يروجون لثقافة غير ثقافة الإسلام، وانهم يسمحون بزراعة هذه الثقافة الغريبة في عقول ونفوس أبنائهم وبناتهم.
غير مخالفة أخذ الزينة عند كل مسجد، فان بعض المصلين يكسرون قواعد عدم تخطي الرقاب، وقاعدة السكينة والخشوع، حيث يتم هذا الكسر من خلال عدد من السلوكات، منها أصطحاب الكثير من المصلين أطفالهم من الذكور والإنات، إلى المساجد، وهو سلوك حميد لو قام هؤلاء بتعليم أطفالهم لابسط قواعد السلوك في المسجد، وأهمية الحفاظ على الهدوء والسكينة فيه، اما ان يترك هؤلاء أطفالهم يسرحون ويمرحون في المسجد، ويحولنوه إلى حضانة أطفال، يكثر فيها الصراخ، والى مضمار جري يتخطى به الأطفال رقاب المصلين، ويقطعون عليهم خشوعهم وسكينتهم، فهو سلوك مؤذ لا يتفق مع تعاليم الإسلام.
لا يقتصر سلوك قطع الخشوع والسكينة على الأطفال، بل يتعداه إلى بعض الكبار من رواد المساجد، عندما يتحلق هؤلاء في مجموعات تتسامر بصوت عال، أو يتحدثون بحديث فيه الكثير من الغيبة، لبعض معارفهم المشتركين، أو يسهبون بالحديث في شؤون الدنيا، غير أبهين بأثر ذلك على سكينة سواهم من المصلين.
ومن السلوكيات السلبية التي تشهدها مسجدنا ظاهرة حجز الأماكن في الصفوف الأولى، وتناثر الكراسي بين صفوف المصلين.
هذه الممارسات التي تشهدها مساجدنا، تدل على عدم الوعي بمقاصد العبادات، فاين دور وزارة الاوقاف من بناء هذا الوعي؟.