المحامي محمد الصبيحي

دققت أو لنقل قرأت الميزانية السنوية لجميع الاحزاب الاردنية فوجدت فيها ما يسر وما لايسر فاذا كان رصيد صندوق حزب يساري عريق لا يتجاوز الف دينار فله عذر ان يستمر لانه حزب مبادئ فكرية، اما ان يكون رصيد حزب وسطي لا يختلف في نظامه الاساسي كثيرا عن ثلاثين حزبا وسطيا، ولا يملك اية اموال لتسيير الحزب فما مبرر بقاءه منفردا على الرصيف.

وعلى سبيل المثال فان ميزانية احد احزاب الوسط للسنة الماضية ١٠ الاف دينار تبرع بها كاملة امين عام الحزب منفردا انفقت كاملة والرصيد الحالي صفر، في حين تجاوزت التبرعات التي حصل عليها احد احزاب الوسط ٤٤٠ الف دينار للعام ٢٠٢٣ أما العام ٢٠٢٤ فلا نعرف حجم تبرعات تمويل حملة اعلامية انتخابية هائلة ينفذها الحزب، ومثله ٣ احزاب وسط اخرى.

يريدوننا ان نتقدم الى الصناديق؟؟ حسنا نحن نطالب بالشفافية لنقرر أين نضع ثقتنا.

الشفافية ان يعلن كل حزب اسماء المتبرعين ومبلغ التبرع لكل منهم، فما يدور في احاديث الصالونات كلام كثير عن مبلغ التبرع الذي دفعه صاحب او صاحبة الرقم ١ في القائمة الحزبية والحديث يدور عن مئات الاف الدنانير ويلقي بظلال غير مشجعة على المسار الديمقراطي.

نحن نفترض ان الحزب يدفع بالمرشح الأكفأ علما وخبرة ودراية الى الموقع الاول في القائمة وليس بمن يدفع أكثر.

على الناخبين الذين يشاركون في اللقاءات الحوارية ان يسألوا امين عام او مرشح كل حزب عن قائمة واسماء المتبرعين ومبلغ كل تبرع، على الاقل لنعرف مصادر التمويل وفيما اذا كانت موافقة لقانون الاحزاب.

الفقراء لا يمثلهم ولن يدافع عنهم وعن مصالحهم من فاز باجتماع قوة المال بقوة الدعاية الانتخابية.

اذا كنت من طبقة الفقراء فاعرف ان تضع صوتك.

واذا كنت من طبقة الاغنياء فلا تتعب نفسك ويكفي أن تتبرع سرا.