مواطن عايز يصير مثقف


رم - كامل النصيرات

يا جماعة الخير، قررت اليوم أكون مثقف. آه والله، قلت لحالي: «يا زلمة، الحياة قصيرة، ليش ما تصير مثقف وتقرأ كتب بدل ما تقضي وقتك على السوشيال ميديا؟» فتحت جوجل، وكتبت «كيف تصبح مثقفًا؟» وطلعت لي آلاف النصائح. قلت: «ولا يهمك، اليوم هو يوم الثقافة!»

أول خطوة كانت إني أشتري كتب. قلت أروح على المكتبة، بس المصيبة إني لما دخلت، اكتشفت إني ناسي نظارتي، وما عرفت أقرأ العناوين. فقلت للبائع: «جيب لي كتب مشهورة.» راح جاب لي كتب الطهي، وقال: «هاي مشهورة جدًا!» ضحكت وقلت: «يا سلام، من هون الثقافة؟»

رجعت عالبيت، قررت أبدأ بالطبخ. قلت: «يا زلمة، المثقفين زمان كانوا يكتبوا وهم يطبخوا، ليش ما أكون مثلهم؟» فتحت أول صفحة وبدأت أعمل وصفة، وفي النهاية، طلعت الطبخة مش أكلة، طلعت مزيج من الحبر والكلمات. قلت: «يمكن هذا هو الأكل الروحي اللي بحكوا عنه!»

قررت أروح على مقهى للمثقفين. دخلت وقعدت، ولقيت الكل بيحكي عن آخر الكتب اللي قرأوها، وأنا طبعًا كنت لسة مش فاهم شو المقصود بالكلمة اللي قالها واحد: «ديستوبيا». قلت: «يا جماعة، هي أكلة جديدة؟» ضحكوا عليّ وقالوا: «لا، هاي حالة مجتمع!» طلعوا المثقفين هالأيام بحكوا عن مجتمع الجيران!

بعدها، قلت لحالي: «يمكن لازم ألبس زي المثقفين.» رحت اشتريت نظارة بدون عدسات، وجبت بلوزة عليها صورة كتاب. الناس شافتني في الشارع، وصارت تسألني: «وين المكتبة؟» وأنا أقول لهم: «والله ما بعرف، بس مبسوط بالمظهر الجديد.»

بالنهاية، اكتشفت إنه المثقف مش بحاجة يكون عنده كتب، أو يعرف كلمات صعبة. المثقف الحقيقي هو اللي بيعرف كيف يطلع من كل موقف بإجابة ذكية. وأنا، اللي صار معي إني رجعت على البيت، فتحت السوشيال ميديا، وكتبت: «أهم شي في الحياة تكون نفسك، ولو حتى كنت مش مثقف!»



عدد المشاهدات : (4878)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :