د. رعد مبيضين
في البداية نقول : إذا أراد المواطن أن يكون هو المسؤول عن الحكومات القادمة ، فعليه أن يعي جيدا أن في قلب كل ديمقراطية مزدهرة، تقف الأحزاب السياسية كأعمدة أساسية تحمل على عاتقها مسؤولية تمثيل إرادة الشعوب ، وفي الأردن، تتجلى الأحزاب كفرصة ذهبية لجميع المواطنين للمشاركة في تشكيل المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي للوطن ، ومع اقتراب موعد الانتخابات، يجب أن ندرك أهمية التوجه إلى صناديق الاقتراع، ليس فقط كواجب وطني، بل كخطوة حاسمة نحو إرساء دعائم حكومة حزبية قوية قادرة على قيادة الأردن نحو مستقبل مزدهر.
سيما وأن الأحزاب هي الضمانة الديمقراطية للتغيير والتنمية ، وتاريخيًا، شهدت جميع الدول المتقدمة مسارًا مشابهًا بدأ بتعزيز الحياة الحزبية، حيث أدركت تلك الدول أن الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال مؤسسات حزبية قوية ومتنوعة ، لأن الأحزاب السياسية تمثل مختلف شرائح المجتمع، وتقدم برامج متنوعة تهدف إلى تحقيق مصالحهم وتطلعاتهم ، وفي الأردن، يمثل التصويت للأحزاب فرصة حقيقية لتغيير المشهد السياسي، حيث يتيح للمواطنين اختيار من يمثلهم بصدق، ويعمل بجد على تحقيق أهدافهم ، وتجدر الإشارة إلى أن الحكومات الحزبية تمتاز بطبيعتها التنافسية، حيث تتسابق الأحزاب على تقديم أفضل السياسات والخدمات للمواطنين ، وهذا التنافس الإيجابي يضمن توازنًا بين السلطة من ناحية ، والمسؤولية من ناحية ثانية ، مما يعزز من الشفافية والمحاسبة في إدارة شؤون الدولة ، وبالتالي، فإن تشكيل حكومات حزبية قادرة على العمل بفعالية وكفاءة يعد خطوة أساسية نحو تحسين جودة الحياة لجميع المواطنين ، وفي مختلف المجالات والقضايا العالقة سواء الإقتصادية والمعيشية والمالية ، والصحية والتعليمية والثقافية ، والقانونية والقضائية ، والمواصلات ، وكل ما يتعلق بكرامة وأمن و إستقرار ورفاهية المواطن ، والدور الحاسم في ظل اللحظة السياسية الراهنة للمواطن ، لأن صوته في العملية الإنتخابية سيقرر شكل ومضمون الديمقراطية في الأردن ، سيما وأن التغيير لا يمكن أن يحدث من تلقاء نفسه ، ولا بد له من قوة حقيقية دافعة نحو التغيير ، وهذه تكمن في يد المواطن، الذي يمتلك القدرة على التأثير من خلال صوته الانتخابي ، و هنا، لا يقتصر الأمر على الاختيار بين الأفراد، بل يمتد إلى اختيار الرؤية التي يؤمن بها المواطن لمستقبل بلاده ، لذلك، فإن المشاركة في الانتخابات، وخاصة في اختيار قوائم الأحزاب، تعني المساهمة الفعلية في صنع القرار، وضمان أن تكون الحكومات القادمة ممثلة حقيقية لإرادة الشعب ، لهذا نقول لجميع الأردنيين: هذه فرصتكم الحقيقة نحو سياسات حكومية مطابقة تماماً لسياسات دول متقدمة من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات ، والتي تشكل في هذه المرحلة اكثر من مجرد واجب وطني، لأنها تتعلق في كافة حقوقكم الوطنية والإنسانية والمعيشية والمالية والصحية والتعليمية والبيئية والاجتماعية والثقافية والقانونية ، لهذا يجب أن يمارس كل مواطن حقه ولو في انتخاب القائمة الحزبية التي تمثل رؤيته ، وبالمناسبة ، في الحكومات الحزبية يوجد محاسبة شعبية للحزب المقصر وبمساعدة الأحزاب الأخرى المنافسة ، إذن نتحدث حقيقة عن الوسيلة الأهم لضمان أن تبقى الديمقراطية الأردنية حية ومتطورة، وأن تتجه البلاد نحو مستقبل يقوم على أسس العدالة والمساواة والازدهار للجميع ، ودعونا نستفيد من
الدروس السياسية في التجارب التحديث السياسي العالمية ، سيما وإن التجربة العالمية في بناء التحديث السياسي ، و الديمقراطيات الناجحة لم تبدأ إلا من خلال تعزيز دور الأحزاب السياسية في الدول المتقدمة، حيث كانت الأحزاب هي المحرك الأساسي لتطور الديمقراطية وتحقيق التنمية الشاملة ، و تلك الدول لم تصل إلى ما هي عليه اليوم إلا بفضل أحزابها التي تبنت سياسات تهدف إلى تحقيق الرفاهية والعدالة لكل مواطن ، والأردن اليوم ، وهو يسير على طريق الإصلاح والتحديث السياسي، يمكنه الاستفادة من هذه التجارب ، و يمكن للأردنيين أن يساهموا بشكل فعال في هذا التحول من خلال التصويت للأحزاب التي تعكس تطلعاتهم وتعمل بجد لتحقيق مصالحهم ، إن المشاركة الفاعلة في الانتخابات تعني دعم هذه الأحزاب في مسعاها لتقديم الأفضل للوطن والمواطنين ، ولنكن مدركين وواعين لأهمية اللحظة السياسية الراهنة ، ويد بيد نحو مستقبل يقوم على الديمقراطية الحقيقية ، بالتالي
يجب أن نؤمن أن الأحزاب السياسية ليست مجرد كيانات تسعى للوصول إلى السلطة، بل هي أدوات حقيقية للتغيير والتطوير ، وعلى كل مواطن أردني أن يدرك أن التصويت ليس مجرد اختيار، بل هو مساهمة فعلية في بناء مستقبل البلاد و يجب أن نكون جميعًا جزءًا من هذا التغيير الإيجابي، وأن نعمل معًا لضمان أن تكون الانتخابات القادمة خطوة نحو تأسيس حكومات حزبية قوية، قادرة على تلبية تطلعات الشعب وتحقيق التنمية المستدامة ،
فلنصنع معًا مستقبلًا يقوم على الديمقراطية الحقيقية والتمثيل العادل، ولنكن جزءًا من هذه الرحلة نحو الأردن الأفضل. التوجه إلى صناديق الاقتراع، ودعم الأحزاب التي تؤمن برؤيتنا، هو السبيل لتحقيق ذلك ، وإلى الأمام دائما تحت ظل الراية الهاشمية ، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |