المجالي يكتب : ودي أهج


رم - عبد الهادي راجي المجالي
من هو الأردني؟ سميرة توفيق أجادت في تعريف الشخصية الأردنية.. حين قالت: (يمه طل وحياني لوح بالبندقية.. بسهم عيونو رماني خلى روحي ضحية)، وهذا التعريف يتضمن عدة سجايا للأردني وهو أنه عاشق نبيل، ومقاتل شرس.

حيدر محمود قدم تعريفا آخر للشخصية الأردنية حين وصف الأردني قائلا في قصيدة له: (يعشقون الورد لكن يعشقون الأرض أكثر).. وبحسب معلوماتي فإن هذه القصيدة كتبت في السبعينات من القرن الماضي.. وبالتالي لم تكن ثورة الأراضي قد اندلعت.

الدكتور خالد الكركي قدم تعريفات هائلة للشخصية الأردنية مثلا وصف الدم الأردني بأنه (أرجوان).. وقال عن مسار الأردني في الحياة إنه لا يجيد إلا الصعود أو الصعود.. ومن أهم تعريفاته للأردنيين بأنهم (أصحاب الخلق الوعر) خالد أسقط الزمن الأموي كله على الأردني.. شعرا وسيفا وبطولة.

حبيب الزيودي أطلق تعريفا غاية في الأهمية وهو: (يا عذابي يوم كل لقى طيره.. وانا طيري مع طيور حايمات).. حبيب أبدع في الحب، وقدم المعاناة بكلمات أردنية صميمة..وصاغ الوجدان عبر الأغنية، ربما لم تجد هذه الأغنية فنانا يقوم بغنائها وظلت أسيرة عقولنا، نرددها حين نتذكر حبيب... بالطبع سيلتبس الأمر هنا على البعض لأن القصة فيها طيور، وفيها ضياع للطير.. حبيب كان مغزاه أبعد من تفكيرهم

في الموروثات الشعبية الأردنية كانوا يغنون له: (اضرب رصاص خلي رصاصك صايب).. أي: أنه المقاتل الشرس.. الذي يجيد اقتناص الخصم.

لقد راجعت تراثنا وخطبنا السياسية، وما كتبت الصحافة.. وما غنت الحناجر.. ووجدت أن تعريفات الشخصية الأردنية في موروثنا السياسي والغنائي والشعبي والفلوكلوري، كلها تصب في جملة واحدة وهي أن الأردني: بطل وشهم وشجاع.

لم اسمع مثلا أغنية تتحدث بخلاف ذلك..تخيلوا مثلا أن تغني سميرة توفيق: (يمه طل وحياني لوح باللاب توب.. وبالسي دي رماني وخلى ناري اتشب)... لم اسمع مثلا خطابا حماسيا يصف الأردني بأنه (ديجتال).. لم اسمع جاهة مثلا يتحدث فيها رئيس وزراء عن أهل العروس ويقول: (نحن نبحث عن مخول ديجتال ليبرالي.. والنعم من أبو العروس وجدها)...

أيضا لم اسمع عن عطوة يقوم بها شيخ عشيرة وقور ويقول: (صلوا ع النبي يا اخوان...) ثم يبدأ بالحديث مخاطبا الجمع: (شغلوا الداتا شو)...

لم اسمع أن فارس عوض صاحب أغنية: (حبحبني ع الخدين شو هالجسارة) يصف الشخصية الأردنية.. بأنها (تكنوقراط)..تخيلوا مثلا أن تصدر أغنية جديدة تقول: (واحنا التكنوقراطيات هيه بهيه.. خيل الأصايل وارده ع الميه)...

أنا ملتبس الشخصية.. ما بين الليبرالية وسميرة توفيق.. ما بين خالد الكركي.. و(الأن جي أوز).. لست أجد تعريفا واضحا لي.. وهل أنا من ربع الكفاف الحمر والعقل ميالة، أم من ربع (جوردن معنا أحلى)...

بصراحة.. بدي اهج لا أعرف أين، لكني (ودي اهج)

[email protected]



عدد المشاهدات : (17580)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :