رم - بلال حسن التل
بانتهاء الانتخابات النيابية يوم الثلاثاء الماضي، وظهور نتائجها، يكون بلدنا قد دخل مرحلة جديدة، من تاريخه السياسي وبالتالي الاقتصادي والاجتماعي، فكلها مكونات متلاحمة يؤثر بعضها في بعضها الاخر. وهي مرحلة جديدة ساهمنا جميعا في دخولها سواء منا اولئك الذين ادلوا باصواتهم في صناديق الاقتراع، او اولئك الذين امتنعوا، لان امتناعهم اثر بالضرورة في نتائح الانتخابات، بترجيح كفة على كفة،ومن ثم حرمان فريق من اصوات كان يمكن ان ترجح كفته، اوتزيد من ثقل هذه الكفة، لكن هذه هي الديمقراطية بما لها وبما عليها. وهنا لابد من كلمة شكر لكل اجهزة الدولة الاردنية التي ضمنت إجراء الانتخابات بنزاهة حيادية، واحترم حرمة صناديق الاقتراع، وبهذا تكون نتائج الانتخابات انتصارا للدولة، وتأكيد على ثقتها بنفسها،كما تكون قد ارست ارضية صلبة لمرحلة التحديث السياسي، ووضعت المدماك الرئيس في بناء الثقة الوطنية،وتمتين الجبهة الداخلية، درعنا الحصين، وبذلك تكون الدولة قد فتحت الباب لدخول الاردن الى مرحلة الكيف؟، التي يجب ان ندخل بها جميعا. مهما كان الموقف من نتائج الانتخابات، فلا بد من التسليم بها، والتعامل معها كواقع نعيشه، وسيحكم مسيرتنا الوطنية خلال مدة المجلس النيابي الجديد. لذلك فعلينا التعامل بإيحابية مع المرحلة الجديدة، حتى تكون مرحلة تحديث وتغير حقيقي، وهذا يتطلب منا الخروج من مرحلة تشخيص عللنا واختلالاتنا الوطنية، التي اطلنا المكوث فيها، ونحن نشخصها، فنتحدث عن الفساد،وعن الترهل الاداري، وعن ضعف الجبهة الداخلية، وعن... وعن...، وعن.. الخ. فقدجاء الوقت الذي يجب علينا ان نطرح على انفسنا السؤال المركزي :كيف نخرج من مرحلة التوصيف و التشخيص الى مرحلة العلاج و التعافي والبناء، ليظل وطننا هو الاقوى والأجمل؟.
اول مراحل الدخول في مرحلة الكيف، التي ستنقلنا من حالة التشخيص الى حالة العلاج، هي الايمان بان الاردن وطن نهائي يستحق ان نؤمن به وننتمي اليه، ونعمل من أجله، لان العمل من اجل الاردن هو العمل من اجل انفسنا واولادنا وامننا واستقرارنا، وحتى يتحقق ذلك فان على كل نائب فاز في الانتخابات، ان يتصرف على انه نائب وطن وان يقدم ولائه للوطن على اي ولاء اخر حزبيا وعشائريا اوجهويا ، وكذلك الحال في تقديم مصلحة الاردن على اي مصالح اخرى. كذلك فان على كل اردني ان يؤدي واجبه، وان يتقن عمله بامانه ومسؤوليه، وان يقول رأيه بتجرد بعيدا عن الهوى والأحكام المسبقة. لانه عندما يؤدي كل منا واجبه يصل كل منا الى حقه. وهنا تبرز اهمية التخلص من الفردية للانخراط بالعمل الجماعي، الذي يشكل الرافعة الحقيقية لبناء الأوطان، والذي يشكل لنا في الاردن المدخل الحقيقي للدخول الى مرحلة كيف نبني وطننا، ونحميه من التهديدات التي تحيط به، وقبل ذلك نبني جبهة داخلية قوية، تشكل درعا متينا للاردن الذي نحبه وننتمي اليه و نسعى الى تحديثه .وللحديث بقية.