رم - الكاتب الصحفي زياد البطاينه
سالني احدهم اين انت يافارس الكلمه... تلفت حولي اعتقدت انه يخاطب اخر خدعني النظر...كما هو الصوت ولكني ايقنت انه يخاطبني.... فقال اين كتاباتك التي كانت سياطا تجلد الفساد واهله لم اجب ....فقد التزمت الصمت من زمن وهربت من سؤاله ولكن للامانه خجلت ان اقول له ... انني اخترت الصمت في زمن مر كطعم الحنظل وللامانه
صمتي يقتلني .. واشعر ان الكلمات تتحول في صدري جمرا وصديد ،إن لم اقلها،إن لم أحررها من اساور الخوف وعندما آمسك قلمي لأكتب ينفجر في وجهي أول سؤال : ماذا تفعل هنا!
!لمن تكتب!!
ماذا بيد القلم أن يفعل لاشيء يغري بشيء ,
وحده الصمت ....يقول ما لا تقوله الكلما ت....
وحدها وحدتنا تعطي معنى لكل شيء!!حين يكون كل شيء بلون الدم !!حين يصبح العالم من حولنا زنزانة واسعة........وقارئي سجان بجدران صماء تكتم التوق !!وتغتال كل جمال!!لا يبقى لنا إلا نحر الكلمه من رقبتها كالجمل الذي يذبح كل يوم ....
الصمت وأنا ... لم أختر الصمت صدقوني........ هم الذين اختاروه لاانا ........المطبلون المزمرون المنظرون المنبريون وباعة المديح المزيف.... أختاروا لي هذا المصير..هم .. القابعون فوق صدورنا من اخذوا مطارحنا ،هم من اختاروا لون الشفق ،وحدود الحلم وأنا،ياحزني،ريشة في مهب الريح ...... سفاح لا ينام كلنا في الهم سواء...و لنا في الوجع داء...و في الكتابة دواء...
حقيقة بت اسائل نفسي ان كان هناك أي فائدة من الكتابة التي بات الكاتب يدفع الثمن وحده .. وهل علينا ككتاب أن نستسلم ونكسر أقلامنا ؟ ونغلق أفواهنا بحجة أن لا أحد يقرأ ولايعير للكتابه بالا .. وهل فعلا كتاباتنا لن تغير من هذا الواقع المر شيئا؟
نعم انا اعرف انه في كثير من الأحيان تبدو الكتابة تجديفا ضد العاصفة....وانا شخصيا . أشعر أن مذاق المر في فمي أقوى من كل الحبر المراق على أوراقي التي تستقبل اهاتي واوجاعي ...... وأعترف أنني اليوم محبط إلى درجة أن لا شيء يشدني إلى هذا العالم !!..وآخره الا الكتابة في هذا الزمن الردئ واسال نفسي لماذا نكتب؟؟ .لمن نكتب ؟؟؟و هل هم لايقرؤون ولايريدون ان يعرفوا ماحولهم...
وللامانه ،انا اعرف ان كتابتي لن تغير شيئا من الواقع المرير الذي نحن فيه...،فهي كالنحت في صخر الصوان لا يطولهم منه سوى شراره الحارق التي سرعان ماتنطفئ فلا يغير حالا مادامت سياساتهم وبرامجهم وحتى شخوصهم لم تتغير وكان البلد ليست ولاده وكان عقارب الزمن توقفت عند هذا الحد.... فلا تود ان تتقدم ولا ان على
حقيقة .. لا أظن أن أحدا منا نحن الكتاب يدعي بأنه يملك عصا سحرية ليغير الكون او حتى مايجري في بلده على الاقل ولا أظن أن عاقلا يدعي بأن كتاباته ستغير الواقع المأساوي الذي بتنا فيه بين يوم وليلة، نتيجه للسياسات العقيمه وفقداننا لادنى مراتب الرضا للضمير وللواجب ...ولكن ما أستطيع قوله بدون تردد بأن التنوير الفكري معركة طويلة الأمد تبدأ بالكلمة ....، فالكلمة النيرة كالشمعة وحين تتكائر الشموع المضيئة يعم النور في هذا النفق المظلم.فنرى ماحولنا ...
نعم إنها عملية فكرية معقدة طويلة الأمد ويحتاج ذلك إلى كل قلم نير وإلى جهد ضخم من كل التنويريين بمختلف اتجاهاتهم الفكرية ومعتقدهم الديني.
لكن كلما هممت ان اكتب... ياتيني السؤال .. يرعبني فلااستطيع مواجهته ولا اجد له جوابا... لماذا نكتب ولمن نكتب؟........قلت لنفسي ذات مرة:أنني أكتب لاخمد الوجع الذي بصدري !! أكتب لأتنفس!! أكتب من أجل فجر آخر ،مختلف ،لا يصادره السماسرة والحيتان والدنسورات والفاسدين وقد عرفت الآن أن لا جدوى وعلينا أن نتدواي من الوجع بالكتابة !! لعلها الدواء
قولوا لي ...... أليس الوجع أكبر من كل اللغات؟؟ .. اليس الصمت ابلغ من كل الكلام .. وما جدوى الكتابة في زمن الخراب والجوع والمرض والبطالة والقهر والعطش ؟ ما جدوى الكتابة عندما تتحول إلى ترف حين لا تستطيع الكلمات ان تقول ما يجب أن يُقال .. و يصبح الكلام فعلا فاضحا وتصبح الكلمة سراب !!والكاتب بقايا من وجع !!آه آه من حزني من عذابات الروح تنخر الروح وتتسلل بين أضلعي ولا املك الا الاه وليت الاه تصدر من هذا الصدر فتريح وتستريح
فهل ياترى تعلمون ان كل تلك المعاناه من الحاضر.... وذاك الخوف من المستقبل وان كل هذا يقتل الكاتب .. يقتل فيه كل شئ حتى الامل .
صمتي يقتلني .. واشعر ان الكلمات تتحول في صدري جمرا وصديد ،إن لم اقلها،إن لم أحررها من اساور الخوف وعندما آمسك قلمي لأكتب ينفجر في وجهي أول سؤال : ماذا تفعل هنا!!لمن تكتب!!
ماذا بيد القلم أن يفعل لاشيء يغري بشيء , وحده الصمت ....يقول ما لا تقوله الكلما ت.... وحدها وحدتنا تعطي معنى لكل شيء!!حين يكون كل شيء بلون الدم !!حين يصبح العالم من حولنا زنزانة واسعة........وقارئي سجان بجدران صماء تكتم التوق !!وتغتال كل جمال!!لا يبقى لنا إلا نحر الكلمه من رقبتها كالجمل الذي يذبح كل يوم ....
الصمت وأنا ... صدقوني لم أختر الصمت هم الذين اختاروه لي لاانا ........المطبلون المزمرون المنظرون المنبريون وباعة المديح المزيف أختاروا لي هذا المصير..هم .. القابعون فوق صدورنا واخذوا مطارحنا ،هم من اختاروا لون الشفق ،وحدود الحلم وأنا،ياحزني،ريشة في مهب الريح ...... سفاح لا ينام كلنا في الهم سواء...و لنا في الوجع داء...و في الكتابة دواء...
سؤال وجيه: لمن نكتب؟ و لماذا أكتب؟
واخر من أنا؟ و لماذا أكتب ؟
: كإجابة مختصرة...على موضوع بحجم هذا الكون الفسيح...بحجم هذا الغموض الذي يتربع في زوايا حياتنا...بحجم المحبة التي أكنها لكم يا عشاق الكلمة الصادقة و الفعل الجاد و العمل الصالح...
الكتابة قوس قزح يأخذ مداده من حبر السماء و ينثر أوراقه على بساط الكون لوحات متعددة المواضيع متعددة الآمال متنوعة الآلام..والمحن
.نكتب لكي نلقى الله جل و علا في يوم من الأيام...الفعل الأول فعل جماعي...بحسب غاية كل واحد في الوجود ودرجة استيعابه لدوره في الوجود كذرة في عالم المجرة تؤدي دورتها الحياتية ثم ترحل لتترك المسألة أو القضية أو الإشكالية لمن يسير في نفس المركب...
و أكتب لأن فعل الكتابة هو تحرير من فعل العبودية لمن لا يستحقها لمن يستحقها...فهناك الحق و هناك الباطل...و بينهما يتربع فعل الكتابة..
.فانظر...... لمن تكتب حتى تعلم في أي اتجاه تكتب؟
و إذا وجدت منطقة بين الحق و الباطل فهي منطقة الإنسان الذي يتحلى بالاختيار بينهما العتمة التي تحاج لمن يضيئها حتى تبدو جلية واضحة مشرقة و تنفض عنها الظلام و تتحلى بنور الضياء في النهار و بالسراج المنير في الليل...لكن هذا من باب المنطق و العقل...أما من نافذة الوجدان..
.فالألم يمزق وجودنا و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم... فكم طال هذا الليل بثقل أحزانه حتى لم تعد أكتافي تطيقني فأمسيت أضع أكفاني فوق أحزاني و أبتسم للمتربص بي في كل وقت
و حين... يطاردني الليل .....حين أنام فيسرق أوقات ذكري و يتركني في غفلة أستحي فيها من ربي عند يقظتي... فاجد أحلامي و أحلام غيري تعتصر دواخلي لأني عاجز عن تحقيقها بكلمات...عن ترجمتها لأفعال ...هي آمالي و آمال غيري...فتجد قلقي و قد ضرب رقما قياسيا في ميزان الضغط العلوي و السفلي...و ما بينهما...فتتساقط الأسئلة تلو الأسئلة كأنها وابل على روحي...فأستغيث بربي ليكشف عني و عن غيري سوء الفهم و عسر الهضم لما نحن فيه و إلى أين يسير مركبنا وسط العواصف التي تتقاذفنا كأوراق الخريف في فضاء من القيم التي غابت مصداقيتها و استبدلت ثوبها بثوب غيرها...و أظل بينهما أقلب كفي على وقتي الضائع مني و من غيري دون أن يدري..
لقد مر وقت كثير لم أقدم فيه كلمة تصل الى هدفها ...و أبني بها أملا لطفل وشيخ وامراة او خريجا او عاملا أو أضع بها لبنة أو أفرج بها كربة...أو... حتى أضيف لرصيدي...إن كان العمل خالصا له جل و علا...و لم تكن أناي المتطاولة على إخلاصي قد شاركت من لا شريك له في الحق...لأنه الحق الذي به أستعين على معرفة الحق من الباطل...فالوجع صاحبنا يوم ولدنا فكانت الابتسامة في شكل دموع تحمل فرحة الوجود و بكاء يحمل سر هذا الوجود