هاشم أمين عربيات

شهدت الأردن، رغم كل التحديات الإقليمية والداخلية، حدثاً ديمقراطياً بارزاً يتمثل في الانتخابات النيابية الأخيرة. جاءت هذه الانتخابات لتثبت من جديد أن الأردنيين قادرون على تحقيق خطوات ملموسة نحو تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية، تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.

في مشهد ديمقراطي تجلى فيه الإصرار على المشاركة، وقف الشعب الأردني متحدياً الظروف الإقليمية المعقدة، متجاوزاً الضغوط الاقتصادية والتحديات الصحية والأمنية التي تواجه البلاد والمنطقة. ومع ذلك، أظهر الأردنيون إيمانهم العميق بالدولة ومؤسساتها، مؤكدين أن إرادة الشعب أقوى من أي تحديات، وأن التقدم نحو الديمقراطية هو خيار لا رجعة فيه.

كانت هذه الانتخابات خطوة مهمة في ترجمة الرؤية الملكية السامية لتحديث المنظومة السياسية والحزبية، تلك الرؤية التي تتبنى الإصلاح والمشاركة الشاملة لكل أطياف المجتمع. من خلال النتائج المبهرة لهذه الانتخابات، والتي تمثلت في النزاهة والشفافية العالية التي شهدها هذا الحدث، أكد الأردنيون من جديد على ثقتهم في مؤسسات الدولة، وعلى التزامهم بإصلاح حقيقي يعزز المشاركة السياسية ويعطي صوتاً للجميع.

الأحزاب السياسية والقوائم الوطنية، من مختلف التيارات، استطاعت أن تقدم رؤى جديدة للشعب، مبنية على أسس المشاركة الفاعلة، وتأكيداً على أن الحلول لا تأتي إلا من خلال الحوار والتعاون الجماعي. إن مخرجات هذه الانتخابات تعكس بشكل واضح طموحات الشعب في إيجاد حلول للتحديات الوطنية، وتعزيز قيم العدالة والمساواة، وتحقيق مزيد من التنمية والرفاه.

إن نجاح هذه الانتخابات ليس مجرد نجاح سياسي أو إداري فحسب، بل هو نجاح للأردن ككل. هو تجسيد للوعي الوطني المتزايد، وللرؤية الملكية السامية التي تؤمن بأن الديمقراطية هي الطريق نحو التقدم والازدهار. لقد أثبت الأردنيون أن الديمقراطية ليست شعارات تُرفع، بل ممارسات تتجسد على أرض الواقع، وأن نزاهة الانتخابات هي أساس التغيير الإيجابي والمشاركة الحقيقية.

بهذا النجاح، يشق الأردن طريقه نحو مستقبل أكثر إشراقاً، حيث تتعزز قيم المشاركة، وتترسخ مفاهيم العدالة، وتظل القيادة الهاشمية راعيةً لهذا النهج المتجدد في سبيل تحقيق تطلعات الشعب والأمة.