رم - أرسلت القوات المسلحة الاثنين، عيادتين متنقلتين إلى قطاع غزة ضمن مبادرة "استعادة الأمل" لتركيب الأطراف الاصطناعية، مزودتين بالمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة لدعم مبتوري الأطراف، والتي أطلقت بتوجيهات ملكية سامية قبل نحو ثلاثة أسابيع لدعم الأهالي المتضررين جراء الحرب الدائرة هناك.
وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري إن المبادرة الأردنية جاءت بإشراف من الخدمات الطبية الملكية وبالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وعدد من الشركاء المحليين، بسبب ارتفاع أعداد الإصابات الناتجة عن الحرب في قطاع غزة، وعدم قدرة مستشفيات القطاع على معالجة هذه الحالات والتعامل معها.
وبين أن المبادرة تعتبر الأولى من نوعها، إذ تعنى بتركيب الأطراف الاصطناعية السفلية والعلوية بشكل سريع وفعال، ومن المتوقع أن تشمل قرابة 14 ألف مصاب ممن فقدوا أطرافهم، كما تتميز المبادرة بالسرعة والفعالية إذ يستغرق تركيب الطرف ساعة واحدة.
وأوضح الحياري أن المبادرة تسعى للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتضررين، وسيتم توثيق عمليات تركيب الأطراف في السجلات الطبية الإلكترونية من خلال برنامج "حكيم" علاوة على إمكانية الاستشارات عن بعد من قبل أخصائيي التأهيل في الأردن للمتابعة اللازمة للمصابين.
وجرى تدريب فريق طبي متخصص بحسب مدير الإعلام العسكري، من المركز الوطني لتأهيل إصابات البتر في مدينة الحسين الطبية لتركيب الأطراف الاصطناعية الجديدة لمبتوري الأطراف، مؤكداً أن المبادرات مستمرة إلى غزة بتوجيهات ملكية سامية، اذ سيتم الإعلان خلال الفترة المقبلة عن مستشفى مختص بالأمراض النسائية في خان يونس.
وأشار إلى أن أدخال القافلة اليوم في طريقها إلى قطاع غزة يمثل المرحلة الثانية من المشروع الذي بدأ بتأهيل وإعداد الكوادر المؤهلة لتلك العيادات، موضحا أنه من المقرر الحاق تلك العيادات أولا بالمستشفى الميداني الأردني في خان يونس وفي مرحلة لاحقة سيتم نقلها إلى شمال غزة للمستشفى الميداني الأردني غزة 79، فيما ستكون المرحلة الأخيرة مواصلة عمل تلك العيادات بالتنسيق مع الشركاء المحليين في قطاع غزة.
وبين الحياري أنه سيتم توثيق عمليات تركيب الأطراف في السجلات الطبية الإلكترونية من خلال برنامج "حكيم"، ما سيمكن من المتابعة الإلكترونية للمصابين عن بعد مع أخصائيي التأهيل في الأردن، لضمان تقديم الرعاية المستمرة.
وتبلغ التكلفة التقديرية لتركيب طرف اصطناعي للشخص الواحد حوالي 1400 دولار، وسيتم تمويل هذه المبادرة من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، التي ستقوم بشراء الأطراف الاصطناعية مباشرة من الشركات وتزويد العيادات المتنقلة بها.
في 26 آب، أُطلقت بتوجيهات ملكية سامية، في الخدمات الطبية الملكية، المبادرة الأردنية لدعم مبتوري الأطراف في غزة "استعادة الأمل" التي تأتي في ظل ارتفاع أعداد الإصابات الناتجة عن الحرب في قطاع غزة، الأمر الذي زاد من عدد عمليات بتر الأطراف المنقذة للحياة التي تم إجراؤها وتتجاوز قدرات مستشفيات غزة في إدارة هذه الحالات والتعامل معها.
وقال الحياري في تصريح سابق، إن المبادرة تعنى بتركيب الآلاف من الأطراف الاصطناعية؛ إذ من المتوقع وفقا للتقديرات الطبية أن تشمل أكثر من 14 ألف مصاب ممن فقدوا أطرافهم.
كما تتميز المبادرة بالسرعة؛ لكون تركيب الأطراف يستغرق ساعة واحدة، بعكس الأطراف الاصطناعية سابقا التي كانت تحتاج أشهرا لتأهيل وتدريب المصاب عليها بعد أخذ القياسات وتصميم الطرف الصناعي، وفق الحياري، مشيرا إلى أن عامل الوقت مهم جدا لأهلنا في قطاع غزة؛ وهذا ما تم أخذه بالحسبان عند إطلاق المبادرة.
يذكر أن مبتوري الأطراف يقومون عادة بإجراء من 10-12 زيارة إلى مركز الأطراف الاصطناعية قبل أن يتم تزويدهم بأطراف تمكنهم استخدامها وظيفيا بشكل منتظم، وتستغرق هذه العملية عادة من 3 إلى 4 أشهر بشرط أن يتمكن المرضى من وصولهم إلى هذه المراكز، بخلاف هذه المبادرة التي يستطيع المريض تركيب طرف صناعي خلال ساعة واحدة فقط؛ ليتمكن بعدها من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
وأعلنت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية عن فتح الباب لاستقبال التبرعات النقدية ضمن المبادرة الأردنية "استعادة الأمل" لدعم مبتوري الأطراف بغزة، إذ جرى إطلاق المبادرة بالتعاون مع مديرية الخدمات الطبية الملكية وبرنامج "حكيم" ضمن الجهود الأردنية لإغاثة الأهل في غزة، إذ تهدف لتركيب طرف اصطناعي لمبتوري الأطراف خلال ساعة واحدة فقط.
وسيتم إرسال عيادتين متنقلتين بجميع المعدات اللازمة لتركيب الأطراف الاصطناعية لمحتاجيها الذين لا يمكنهم مغادرة قطاع غزة، وستقوم بهذه المهمة كوادر الخدمات الطبية الأردنية الملكية ضمن المستشفيات الميدانية الأردنية في القطاع.
وخصصت الهيئة حسابا بنكيا لهذه المبادرة في بنك الاتحاد على الإي بان: JO21 UBSI 1030 0000 4020 1659 9151 05، ليتمكن الراغبون بالتبرع من المساهمة في تأمين مبتوري الأطراف بطرف اصطناعي ليخفف من معاناتهم ومساعدتهم في تسيير أعمال حياتهم اليومية.