ظاهرة أبو حسن ومخابز السفراء .. !! صور


رم - أعطني خبزاً وكتاباً ... لأني لا أملك ثمن الخبز و لا أستطيع شراء كتاب

إننا نعيش في محيط يفضل الخبز على الكتاب و يشقى الإنسان كثيراً إن لم يجد قوت يومه، يصبح سعيداً جداً إذا حصل على كليهما ... الخبز والكتاب .... و هذا ديدن أبا حسن في مخابز السفراء... الذي لم يعرف باسمه "مروان" الحموي "لا" بل أبوحسن... رحمه الله
ولد أبو حسن في مدينة المفرق بحكم رحيل والدي المجاهد من دمشق إلى الأردن والذي امتهن صناعة الخبز.. ثم ارتحل إلى عمان ليبدأ مسيرته التعليمية ...
بدأ من مدرسة شكري شعشاعة ثم مدرسة رغدان حاله كحال أبناء الطبقة العاملة المتواضعة ... ثم انتقل إلى مدينة القاهرة وحصل على شهادة الثانوية العامة في عام 1962 ثم التحق بجامعة عين شمس وحصل على بكالوريوس في المحاسبة عام 1968.. عاد ابو حسن الى عمان ليعمل في شركة الكهرباء لفترة قصيرة وانتقل الى الجامعة الاردنية ليعمل نائباً لمدير قسم المحاسبة حتى عام 1977 .. و قرر ان يعود للعمل بمهنة الوالد الا وهي صناعة الخبز ...

كان مطلعا على التطورات الحديثة في صناعة الخبز في الدول الاوروبية في حينها وأراد أن ينقلها إلى الاردن ... فكان أول من استورد الأفران الآلية من فرنسا عام 1982 وشيد مخبز السفراء مع اخوته في الصويفية..

بالاضافة إلى النقلة الصناعية الحديثة التي أسسها ... كان همه وتركيزه على تطوير منتجات صحية عديدة ومختلفة مستعينا بالخبرات الاكاديمية في التصنيع الغذائي من كليات الزراعة في الجامعة الاردنية وعديد من الجامعات الاخرى..

وأصبح انتاج مخابز السفراء يضاهي المنتجات الاجنبية المستوردة ... ولفت انتباه الاساتذة الاكاديميين في التصنيع الغذائي من الجامعات الاردنية اهمية هذا المخبز "المصنع " فقرروا اعتماد الموقع للطلبة تخصص صناعة غذائية لاجراء بحوثهم العملية في مشاريع تخرجهم للبكالوريوس و الماجيستير ...وهناك أكثر من ثمانية عشر بحث و دراسة موجودة في المخبز ..

وبحكم المهنة الهامة فقد فاز بعضوية مجلس ادارة غرفة الصناعة لدورتين متتاليتين ...وفي حفل تكريم الرواد الاوائل من الصناعيين تحت رعاية جلالة الملك حسين رحمه الله .. فلقد تشرف ابو حسن باستلام الوسام الملكي الذي قدمه جلالة الملك نيابة عن المرحوم والده حين قدم الى الاردن واسس اول مخبز في المفرق وعمان في بداية القرن الماضي....

كان ابو حسن عضوا فاعلا في جمعية الفيحاء الخيرية منذ تأسسيسها والمعروف عنها ببناء المساجد في محافظات المملكة وتقديم الدعم المادي للطلبة في الجامعات والاسر الفقيرة .. وتبوأ منصب نائب رئيس الجمعية حتى وفاته
أما على المستوى الدولي.. وبحكم علاقاته ونشاطه الثقافي و تبرعه بثمن خمسة آلاف كتاب للجامعة الاسلامية في مدينة اوفا عاصمة ولاية باش كوردستان في روسيا .. فقد دعته ادارة الجامعة وتم تكريمه بشهادة تقدير و تم تسمية المكتبة باسم مكتبة" مروان الحموي" .. كما وتعهد بتكاليف دراسة طلبة الجامعة الموفدين الى الاردن للدراسة ليصبح هؤلاء الطلبة سفراء للاردن في روسيا..

وفي ما يخص الثقافة العامة ولشغفه في تشجيع الاجيال على قراءة الكتاب ... فقد اتفق ابو حسن مع وكالة نشر لطباعة الكتب في مصر لشراء كتب ثقافية باعداد كبيرة وبسعر منخفض ليقوم بدوره بإهدائها لزائريه واصدقائه في المخبز ومنهم بعض اصحاب الدولة والمعالي والسعادة ..

أما ما قدمه ابو حسن لكثير من ذوي الحاجة المستعجلة و العائلات المعوزة المستورة فالحديث عن ذلك يطول و كان شعاره "هذا ليس مني.. بل من عطاء الله ... أجرنا على الله "

هذا غيض من فيض أخي الكبير وحبيبي وصديقي... لقد كنت القدوة لنا

ابا حسن ..رحلت عنا بهدوء و بسرعة دون وداع الى الدار الآخرة ... سيفتقدك جميع من عرفك او تعامل معك

ابا حسن ...نم قرير العين ... ان حسناتك ودعوات الذين ساعدتهم ستجدها عند الله شفيعا لك باذن الله ... ونحسبك عند الله من الصالحين الابرار ... تغمدك الله بواسع رحمته واسكنك فسيح جنانه و يجعل مثواك الجنة باذن الله
وأقول قولي " ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا على فراقك لمحزونون "

شقيقك الصغير المحب ----د عدنان حسن الحموي

انا لله وانا اليه راجعون



عدد المشاهدات : (40157)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :