صناعة الجهل


رم -
م. أنس معابرة

بدأت مصائب المناهج الجديدة تتوالى عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي أتت من قيام المركز الوطني لتطوير المناهج بتعديل بعض المناهج وتغيير محتواها بحجة التطوير والتحديث.

من حيث المبدأ؛ فالإجراء سليم، نعم؛ المناهج بحاجة إلى تعديل وتحديث بشكل دوري لتتماشى مع التقدم في العلوم والتكنولوجيا والمستجدات العلمية على الساحة الدولية.

ولكن الغريب هو أن تلك التعديلات قد تعمقت، وكانت على أسس واضحة، بحيث تهدف إلى هدم ثقافة الطالب العربية والإسلامية، ومحاولة إضعاف اللغة العربية بإدخال العديد من النصوص باللغة العامية.

في حين كنا ندرس أناشيد عن القدس وفلسطين والأردن وعمّان والحضارات العربية والاسلامية، وقصائد الشعراء الكبار؛ يدرس الطلاب اليوم أغاني وأهازيج شعبية، وكأنهم في سهرة حفل زواج، لا في مرحلة بناء الثقافة، وصناعة مستقبلهم، ومستقبل الوطن والأمة.

إن الطريق الذي نسير به واضح، وإذا أردت أن تستشرف المستقبل؛ فقد شاهد الدول التي أعلنت منهج العلمانية في المناهج – كتركيا ودول المغرب العربي -، وشاهد مستوى شعوبها الثقافي. لا تستغرب من مقاطع الفيديو التي يعجز فيها الشباب عن التعرف على واحدة من أركان الإسلام أو الايمان، أو أن يعرف أصغر سورة في القرآن الكريم، أو حتى أن يتعرف على أسم النبي من ثلاث مقاطع، أو حتى أسم أمه أو أبيه.

يمكن تسمية السياسة التي يتبناها المركز الوطني لتعديل المناهج اليوم ب “صناعة الجهل"، حيث ستنتج لنا هذه المناهج جيلاً قادراً على الحساب واستعمال الحاسوب، وعارف بالعلوم والفيزياء والأحياء – مع أنني أشك في ذلك -، ولكن خاوٍ من الثقافة والمبادئ والمعلومات المعلومة من دينه بالضرورة.

لقد تم حذف كل ما يشير إلى أصول الدعوة الإسلامية، وأكثر من نصف سيرة الصحابة رضوان الله عليهم، وأكاد أجزم بأنك لن ترَ في المناهج الجديدة كلمة واحدة عن قتال الأعداء، أو الجهاد، أو حتى الشهادة والاستشهاد، لماذا؟ لأن ذلك لا يتماشى مع سياسة الخنوع التي تفرضها الدول الكبرى علينا، ويخدم دولة الاحتلال التي بدأت مشروعها في الاحتلال الثقافي لعقول أبنائنا منذ زمن طويل.

هذا نداء إلى أولياء الأمور والمربين، الحريصون على مصلحة الأمة، لا تتخلوا عن واجبكم في تثقيف أبنائنا، ولا تتناسوا دوركم في صناعة الأبطال من أمتنا. حتى لو كانت المناهج بعكس ما نريد ومفروضة علينا، ولكن بإمكاننا تمرير المعلومات الهامة بين السطور.

يا أولياء الأمور، إياكم والتخلي عن تعليم أبناءكم ما هو معلوم من الدين بالضرورة، احكوا لهم قصص الأنبياء وبطولات الصحابة، علموهم كيف كان سلوك النبي بين أهله وأصحابه واجعلوا منه عليه الصلاة والسلام قدوتهم، ودرسوهم سور القرآن والأحاديث النبوية الشريفة.



عدد المشاهدات : (2120)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :