رم - شعور «سوزان أبو نعمة» بالغربة والحنين لعائلتها، وتحديدا والدتها، وما كانت تقدمه من مأكولات تقليدية تجمع العائلة في المناسبات الخاصة، مثل «أقراص العيد»، ألهمها لعمل مشروع يهدف إلى الحفاظ على المأكولات التراثية والشعبية، مع إضافة لمساتها الشخصية، لتستعيد ذكريات الطفولة وتشاركها مع الآخرين.
حمل مشروعها، الذي ولدت فكرته في الولايات المتحدة الأمريكية لتنفذه في الأردن، اسم «خبز أمي»، والذي يتمثل بعمل مجموعة متنوعة من أقراص العيد، تصل إلى 12 نكهة، تستفز عواطف كل من يتذوقها وتعيده إلى ذكريات الماضي.
تقول أبو نعمة في حديثها إلى «الرأي»: «بدأت قصة المشروع من شغفي الكبير بالمأكولات التقليدية التي تربينا عليها منذ الصغر، والتي نحرص على عدم اندثارها في ظل التطور التكنولوجي والسوشيال ميديا».
توضح أبو نعمة أن فكرة المشروع ولدت عندما كانت تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت تسعى باستمرار للحصول على «أقراص العيد» من القادمين من الأردن.
وتضيف: «خطر لي تساؤل: لم لا أقوم بصنعها بنفسي في الولايات المتحدة؟ وبالفعل، بدأت العمل على هذا الأمر وأدخلت بعض الأفكار الجديدة عليها، ولقيت استحسان جميع من تذوقها، حتى الأمريكيين منهم».
أطلقت أبو نعمة مشروع «خبز أمي» في الأردن قبل خمس سنوات، ونجح المشروع في الانتشار في عدة مواقع داخل المملكة، ويوفر حالياً فرص عمل ل 7 أشخاص، وفق قولها.
وتشير إلى أن الفكرة الأساسية كانت في إدخال نكهات جديدة على الأقراص التقليدية، مبتكرة إضافة حشوات متنوعة للأقراص التي كانت تُصنع سابقاً بطريقة سادة، كالجوز والتمر والسادة الحلو والدقة الغزاوية والزعتر وجبنة صفراء وجبنة وزيتون وجبنة بيضاء وسبانخ وزعتر أخضر والجبنة مع الزعتر.
تستذكر أبو نعمة ذكرياتها مع «لمة العائلة» في المناسبات العائلية، حيث كان الجميع يتشارك في صنع الأقراص ويترقبونها ويشتمون رائحتها في أيام العيد. وتضيف: «هذه اللحظات العائلية التي كنت أفتقدها في الغربة هي ما دفعتني للعودة إلى الأردن وإطلاق المشروع هنا».
المشروع مرخص ويُنتج في معمل البيادر، حيث يتم توزيعه على المحلات المختلفة. تؤكد أبو نعمة أن مشروعها، رغم صغر حجمه، يحتاج إلى تطوير مستمر، وهي ملتزمة بالعمل على تطويره وتوسيع نطاقه ليصل إلى مزيد من الأشخاص . الراي