المهندس عامر عليوي
قال بطل الملاكمة العالمي تايسون: "الكل لديه خطة حتى يتلقى لكمة في أنفه". وهذا يجسد تماما ما يحدث في الحرب السيبرانية لكن اللكمة في الحرب السيبرانية لن تنتهي بسقوط لاعب مضرّج بدمه بزاوية الحلبة، وإنما ستظل اللكمة متخفية في الظلام وسيظل من تلقّاها ينزف ربما لسنوات دون أن يشعر.
الحرب السيبرانية هي صراع بين قبعات ثلاثة، حيث يحاول كل طرف استخدام التكنولوجيا لتحقيق أهدافه، وهذا الصراع يمثل تحديًا كبيرا للعالم الرقمي الحديث، وتعتمد نتائجه على قدرة كل طرف على التفوق في استخدام التكنولوجيا والتحكم فيها. وهذه القبعات هي: القبعة البيضاء، القبعة السوداء، والقبعة الرمادية، وكل قبعة تمثل نوعًا مختلفًا من الأنشطة يمكن تلخيصها على النحو التالي:
القبعة البيضاء: الدفاع السيبراني
القبعة البيضاء تمثل الجهود الدفاعية في مجال الحرب السيبرانية، وتشمل هذه الفئة المؤسسات الحكومية، العسكرية، والمنظمات الخاصة التي تسعى لحماية أنظمتها الرقمية من الهجمات، ويتمثل دور "القبعة البيضاء" في بناء أنظمة آمنة، تطوير التشفير، ومراقبة الشبكات للكشف عن الأنشطة المشبوهة، ويتضمن هذا الجانب تحسين الدفاعات الإلكترونية وتحليل الهجمات السابقة للتعلم منها والتصدي لهجمات مستقبلية، ويعمل المتخصصون في الأمن السيبراني في هذه الفئة كحماة للبنية التحتية الرقمية.
القبعة السوداء: الهجوم السيبراني
القبعة السوداء تشير إلى الجانب الهجومي في الحرب السيبرانية، ويهدف الهجوم السيبراني إلى تعطيل أو تدمير الأنظمة الرقمية للخصم أو سرقة المعلومات الحساسة، وتُستخدم أساليب مثل اختراق الأنظمة، نشر البرمجيات الخبيثة، وهجمات الحرمان من الخدمة (DDoS) لتعطيل قدرات الخصوم. الهجمات التي تنفذها القبعات السوداء قد تستهدف حكومات، مؤسسات عسكرية، شركات، وحتى أفراد، والغرض الأساسي هو إضعاف قدرات الخصم الإلكترونية وإرباكه.
القبعة الرمادية: الأنشطة المتداخلة
القبعة الرمادية تقع بين الدفاع والهجوم، ويتميز مرتدو القبعة الرمادية بأنهم يعملون أحيانًا بطرق قانونية وأحيانًا غير قانونية، وقد يقومون باكتشاف ثغرات في الأنظمة والإبلاغ عنها، أو استخدام تلك الثغرات لتحقيق مكاسب شخصية أو لتعزيز مصالح معينة. القبعة الرمادية تعد واحدة من أخطر العناصر في الحرب السيبرانية، فهي تتسم بالغموض، وتعمل أحيانًا لصالح جهات معينة، وأحيانًا ضدها، وهذا يجعل من الصعب التنبؤ بتحركاتهم أو معرفة نواياهم.
بالمحصلة وما أود قوله: يظل الإنسان هو الحلقة الأضعف في هذه الحرب التي يتورط فيها دون أن يشعر وهو ممسك بهاتفه أو مستخدما لسيارته الكهربائية، أو جالس خلف شاشة حاسوبه الخاص كرقم بين ملايين الأرقام المتناثرة في ساحة المعركة، وحتى لو لم يكن راغبا في نزول هذه الساحة، فإنه قد يجد نفسه في القلب منها.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |