رم - يبدو أن المشهد في الشرق الأوسط يزداد تعقيداً مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، والذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق. التطورات الحالية في لبنان قد تعجل من انزلاق المنطقة برمتها إلى حرب شاملة، خاصة في ظل وجود حكومة متطرفة وقيام إسرائيل بتكثيف عملياته الاستفزازية، مثل تفجير أجهزة البيجر بمقاتلي حزب الله. ومع توفر الأسلحة المتطورة لدى الطرفين، فإن اندلاع الحرب لن يكون تقليدياً، بل قد يمتد ليشمل استخدام أسلحة نوعية، مما يعمّق الأزمة ويزيد من التداعيات الإقليمية.
التشابك الدولي والإقليمي يلعب دوراً حاسماً في هذه الأزمة. فالدعم الأمريكي لإسرائيل من جهة، والإيراني والميليشيات المتحالفة مع حزب الله من جهة أخرى، يعقد الأمور. إيران تعتبر حزب الله عنصراً استراتيجياً لمصالحها في المنطقة، ولن تقبل بإضعافه، وهو ما يجعل إمكانية التصعيد حتمية في حال اشتداد القتال.
في حال تدخل الولايات المتحدة بشكل أكبر في الصراع أو انجرارها إلى مواجهة مباشرة، قد تصبح الحرب قضية داخلية في الولايات المتحدة، خاصة إذا قام الرئيس الأمريكي بالاستقالة وتسليم نائبة الرئيس الحكم قد تعمل على تأجيل الانتخابات ، وهو ما يضيف بُعداً آخر للصراع.
اشتداد القتال في لبنان قد يمتد ليشمل الجبهة الفلسطينية، وخاصة الضفة الغربية. ومن جهة أخرى، قد تلعب جماعة أنصار الله (الحوثيون) دوراً في توسيع نطاق المعركة عبر الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة ضد إسرائيل، مما يعمق الصراع ويزيد من التعقيدات الإقليمية.
باختصار، يبدو أن المنطقة تقف على شفا تصعيد خطير، والعديد من العوامل الدولية والإقليمية تسهم في زيادة احتمالية اتساع هذا الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية شاملة.
الدكتور محمد فرج