رم - تصدر في غضون أسابيع رواية «حكي القرايا»، للكاتب رمضان الرواشدة، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وحول الرواية، قال الرواشد في تصريح إلى «الرأي» إنّها لا تؤرخ الأحداث، ولا تتناول التاريخ بصورة متسلسلة، لكن بعض أحداثها تتقاطع مع المروي الشفوي في الجنوب الأردني.
وفي تقديمها للرواية، قالت المؤرخة والأديبة د. هند أبو الشعر إنّ الرواية الجديدة للروائي الأردني رمضان الرواشدة تُمثّل نقلة مميزة في إنجازه الروائي المتجدّد، ف"حكي القرايا » تنهلُ من المروي الشفوي للجنوب الأردني، وتستند إلى المكان بتفاصيله التي يعرفها الروائي جيدا، وتوثّق لمرحلة تاريخية انتقالية في منطقة » الشوبك » حيث تشكّل القلعة العظيمة بؤرة الأحداث. وفاتحة الرواية تبدأ بحملة القائد المصري » إبراهيم باشا » على الكرك، وتتوّج الأحداث » بثورة الشوبك » المعروفة احتجاجا على محاولة جنود الدولة العثمانية تسخير نساء الشوبك لنقل الماء للجنود. صحيح أن الرواشدة لا يكتب رواية تاريخية تقليدية، لكنه يستندُ بقوة إلى الزمان والمكان منذ عام 1834 م، وكعادته، فحضور المكان كبير لديه، وقد أقنعنا بشخصياته الحميمة، وبتاريخه المتخيّل، وبالأحداث التي تستند إلى الروايات الشفوية. وللحق فهذه رواية استثنائية، تقدّم حالة تقع بين الرواية التاريخية والحديثة، ورمضان الرواشدة يتجدد في كل عمل، ويتفوق على نفسه منذ » الحمراوي » حتى » المهطوان »، وهو في » حكي القرايا» ينجح في استنطاق المروي الشفوي بذكاء، ويضع بين يدي القارئ العربي رواية فارقة، تحسم جدل الرواية والتاريخ، وتجعل له خطه الروائي الذي حفر فيه تاريخه المتخيّل بوعي وإبداع.