التل يكتب : الملك عبدالله الثاني يضع العالم أمام مرآة الحقيقة


رم - بلال حسن التل

ملامح الغضب والحزم التي كانت تكسو وجه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أثناء القاء جلالته لكلمته أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة، هي أصدق تعبير عن غضب الامة العربية ومعها شعوب العالم، من حالة الانهيار الأخلاقي والقيمي الذي اصاب المنظومة العالمية، ممثلة بالامم المتحدة، التي بدأت تفقد ثقة الشعوب بها، والتي بدأت تفقد شرعيتها، لانها تصمت عن جملة من الحقائق الكثيرة التي بينها جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة، حيث شكلت هذه الكلمة مرآة يجب ان تكتشف فيها الأمم المتحدة حقيقتها، التي خسرت فيها دورها الأخلاقي، ولم تعد آلية لمنع الاضطرابات الدولية والسلم العالمي، ففي ظلها يعيش العالم الآن كما قال جلالته اخطر مراحل الاضطرابات الدولية.

وتحت نظر الأمم المتحدة يتم قتل الأطفال والنساء والصحفيين وعمال الإغاثة والطواقم الطبية، وأكثر من ذلك تحتجز إسرائيل شاحنات ترفع علم الأمم المتحدة، وتهدم مباني ترفع نفس العلم.

ومما زاد من فقدان الأمم المتحدة لشرعيتها، ازدواجية المعايير التي تمارسها، ففي ظلها صار هناك شعوب فوق القوانين الدولية، ودول تضرب عرض الحائط حتى بأحكام محكمة العدل الدولية، واسرائيل هي خير مثال للحالتين، فهي تعتقد انها فوق القوانين الدولية وتتصرف على هذا الاساس، وتصمت الأمم المتحدة ومجلس امنها على ذلك، بل ان القوى الدولية توفر الغطاء لكل ممارسات إسرائيل الاجرامية، وحروبها التوسعية، وتستخدم الامم المتحدة ومجلس امنها الدولي لحماية اسرائيل، وخير مثال على ذلك ما قاله جلالته عما يجري في فلسطين ولبنان والعدوان الاسرائيلي عليهما.

وادانة جلالته لهذا العدوان تجسيد لموقف الاردن القومي وانحيازه الدائم لقضايا امته وفي طليعتها قضية فلسطين، التي يتعامل معها الاردن على انها قضيته، وليست قضية شعب شقيق، لذلك يرفض الاردن مخططات تهجير أبناء فلسطين من أرضهم، ويرفض قبل ذلك محاولات حل قضية فلسطين على حساب الاردن من خلال ما يسمى بالوطن البديل، وكأن الاردن أرض بلا شعب.

خلاصة القول؛ ان جلالة الملك وضع العالم وهيئته العالمية أمام مرآة الحقيقة، فهل يحسن العالم النظر في هذه المرآة؟



عدد المشاهدات : (6587)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :