رم - الدكتور محمد فرج
في ظل التطورات الجيوسياسية الراهنة والتصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط، من الخطأ افتراض أن المخططات الصهيونية ستقف عند حدود فلسطين ولبنان في حال تم القضاء على المقاومة، إن المشروع الصهيوني، كما يتضح من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ومن خريطة "إسرائيل الكبرى" التي تظهر بين الحين والآخر من الشخصيات الرسمية الصهيونية وعلى الزي الرسمي لجيش الاحتلال، لا يقتصر على السيطرة على الأراضي المحتلة فقط، بل يسعى لتحقيق أهداف توسعية أكبر تشمل المنطقة.
في أكثر من مناسبة، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن موقفه الحازم بأن "لا وجود لدولة اسمها فلسطين"، وهو تصريح يكشف بوضوح نوايا العدو الصهيوني في تكريس الاحتلال وتهجير الفلسطينيين والاستمرار في سياساته التوسعية. وإذا تحقق ما يسعى إليه الاحتلال وتم القضاء على المقاومة في غزة ولبنان، فإن ذلك لن يكون نهاية المطاف، بل بداية لتنفيذ مخطط "إسرائيل الكبرى" الذي يمتد ليشمل أراضي أخرى في الشرق الأوسط.
لهذا، فإن الواجب اليوم هو تحقيق موقف عربي موحد داعم للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، بغض النظر عن الاختلافات في الأيديولوجيات أو المعتقدات السياسية بين الدول العربية وحركات المقاومة مثل حزب الله وحماس. إن المعركة ليست معركة طرف واحد، بل هي معركة الأمة بأكملها، والحفاظ على الحق العربي في فلسطين ولبنان وسائر البلدان العربية في المقاومة هو ضرورة لمواجهة هذه المخططات التي تهدد استقرار المنطقة.
التحرك العربي المطلوب يجب أن يتجاوز التصريحات الدبلوماسية، ويشمل خطوات فعلية لتوحيد الجهود السياسية والدبلوماسية، وتعزيز الدعم المادي والمعنوي للقضية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية. دور الدول الكبرى في المنطقة، يأتي هنا ليكون أساسياً في دعم الحلول الدبلوماسية اضافة إلي مساندة حقوق الشعب الفلسطيني واللبناني في مقاومة الاحتلال ومواجهة سياسة الإبادة الجماعية.
المعركة اليوم ليست فقط معركة غزة أو لبنان، بل هي معركة وجود لمستقبل المنطقة بأسرها. وإذا لم يتم التصدي لهذه المخططات الصهيونية بشكل جماعي، فإن النتيجة ستكون كارثية على جميع دول المنطقة. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى توحيد الصفوف والمواقف لمواجهة هذه التهديدات المشتركة التي تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.