الصبيحي يكتب: السياسة العمياء والاذن الصماء


رم - امريكا بريطانيا فرنسا المانيا معزوفة واحدة تقول ( من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها ) وبناء عليه يمدونها بالمال والسلاح والمعلومات الاستخبارية ، وحين نسأل : هل من حق اسرائيل احتلال اراضي الاخرين؟؟ يصمتون جميعا

الجملة الحقيقية في الواقع العملي اصبحت كالتالي ( من حق اسرائيل احتلال اراضي الاخرين بالقوة و ليس من حقهم مواجهة المحتل والدفاع عن انفسهم وارضهم ).

هذا ما يحدث في السياسة الدولية الان ، وبالمقابل يسمع النظام العربي تلك الجملة المقيته ( من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها ) وحين يرد بضرورة انهاء الاحتلال لا يسمع جوابا ، ومع ذلك يستمر بالمراوحه مكانه وتكرار الحديث مع نفسه واعلامه البائس عن حل الدولتين وانعاش محادثات السلام .!!إنه نظام يكلم نفسه ويواصل الدوران في الفراغ بلا أفق ولا أستراتيجية.

المشهد الواضح الان ان امريكا واوروبا يمارسون سياسة عمياء في دعم إسرائيل وأذنا صماء تجاه العرب .

وحين ترتكب إسرائيل مجزرة واغتيالات ويهدد طرف ما بالرد تبدأ المعزوفة الاوربية الامريكية بترديد اغنية وقف التصعيد والحيلولة دون توسع الصراع !!.

العرب يعرفون أن سياسة الغرب عمياء وآذانهم عن قضيتنا صماء ولكنهم يواصلون ولا يكلون من التعاون والتحالف مع امريكا واوروبا .

منذ اكثر من مائة عام وبريطانيا تخدعنا وفرنسا تبيعنا وأمريكا تستغلنا واسرائيل تحتلنا وتهاجمنا وتعلن أنها تريد التوسع شرقا وتنقض المعاهدات ومع ذلك نواصل السير الى المسلخ بارجلنا ونبدي مرونة فائقة في التعاون الاقتصادي في الطاقة والمياه والديبلوماسية والأمن ونفرح حين يقرر بلينكن الانيق زيارة المنطقة للإطمئنان بأن أحدا لم يستيقظ بعد في المنطقة.

التاريخ يثبت دائما ان امة تمتلك روح المقاومة لن تموت وما لا يدركه النظام العربي او لا يريد أن يزعج نفسه به أن السابع من اكتوبر الماضي لن يكون مثل ما بعد اكتوبر الاسبوع القادم وان المخاض الذي يقترب في المنطقة قد يكون مفصلا استراتيجيا في التاريخ ومهما كانت النتيجة العسكرية للحرب الدائرة الان فان ما لا يمكن التعامي عنه أن دائرة الثأر اتسعت كثيرا وقطرها بدأ يتجاوز الشرق الاوسط فالغاضبون من النظام العربي والحاقدون على صمته بالملايين والأيتام الذين سيطلبون الثأر مئات الالاف ، ولم تعد عساكر اليهود تخيف احدا ولا النظام العربي سيظل على حاله والمارد الذي يطل من الشرق الاقصى يقلق الغرب والاستقطاب في الاتجاهين على أشده .

في خضم هذه الدوامة لا احد في الجانب العربي يمتلك استراتيجية للمستقبل والجيوش العربية فقدت عقيدتها القتالية والزعامات متنافسة متصارعة بصمت والتحالفات مع القوى الغربية معلنة وغير معلنة تناقض التاريخ .

العرب يمتلكون الموقع الاستراتيجي في الكرة الارضية ، ويمتلكون مكامن القوة والثروات ولكنهم يفتقرون الى الوحدة والارادة السياسية والرؤية .

انها الصورة التاريخية ذاتها في اواسط القرن الثاني عشر الى ان خرج نور الدين زنكي من حلب ليوحد الاقطار ويواجه الاعداء ثم اكمل صلاح الدين الايوبي المهمة بعده بتحرير القدس ١١٨٧ م .

وما التدبير في الخروج مما نحن فيه إلا من رب العالمين ، ولعل السنوات القادمة حبلى بأحداث جسام .





عدد المشاهدات : (13733)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :