رم - آرام المصري
على صوت دموعهن، يستقيظ أحد الأباء مفزوعًا كل صباح بعد أن رمت به رياح الحياة ليقف عاجزًا أمام دموع ثلاثة طفلات لم يستطع أن يقدم لهن أدنى سُبل العيش.
وعلى الرغم من صغر سنهن فلم تتوانى الظروف عن صفعهن يمينًا ويسارًا، فبعد وفاة والدتهن تفاجأن بعجز والدهم عن تأمين إحتياجتهن بسبب ما أصابه من عجز صحي يتمثل في مشاكل في الكلى أدت إلى حدوث نزيف استدعى لبوثه في المستشفى وإجراء عملية طارئة له ما منعه من العمل لفترة طويلة.
وككابوس يلاحقهن، أصبح الفتيتات ووالدهن مهددبن بالطرد من المنزل الذي بضمهم نتيجة تراكم الديون بسبب عدم قدرة والدهن على السداد في ظل ما يعانيه من ظروف صحية تمنعه من العمل.
وفي تفاصيل أكثر دقة، أكد والد الفتيات في حديث لـرم أنه يكون بقمة الأسى والبؤس في اللحظة التي لا يستطيع فيها أن يؤمن لطفلاته أقل حقوقهن وخاصة لحظة ضعفه أمام دموعهن فينظر لهن كعاجز لم يستطيع أن يقوم بدوره.
وفي موقف بسيط يشرحه والد الفتيات، " بتعب وبزعل كثير بس أشوفهم بعيطوا لما ما يكون معي أعطيهم مصروف للمدرسة بشوفهم قاعدات بالزاوية ما معهم حق سندويشة يوكلوها"،، لافتًا أن كل يوم يحمل لهم الأسوء وخاصة بعد أن أُصيبت إحداهن بوعكة صحية أدت إلى نقلها للمستشفى بسبب عدم قدرته على تأمين قوتهم اليومي من الطعام.
وتابع قائلًأ :" أكثر اشي بخوفني هو طردي من البيت أنا والبنات وين بدهم يناموا هدول بنات بدي اتركهم يناموا بالشارع كل يوم بنام وبصحى واحنا مرعوبين؟"، لافتًا إلى أنه بعد تدهور حالته الصحية لم يستطيع العمل ودفع إيجار المنزل فمجموع دخله لا يتجاوز 400 دينار يتم تقسيمهم ما بين علاج له ولأحدا بناته التي تعاني من المرض وسداد لديونه ما أدى إلى تراكم الإيجارات عليه ما دفع صاحب المنزل لرفع قضية إخلاء بحقه.
وبصوت يرتجف، يناهض والدهم همم الأردنيين بوقف دموع بناته ومساعدتهم على استعادة الأمان وتأمين حياة خالية من الرعب لهن بعد أن وصل وعائلته إلى حالة يرثى لها وفقد أمله وخاصة بعد أن تم تصنيفه بأنه " غير مستحق" لدى الجهات الرسمية.