المرايات تكتب : الملك في الطفيلة .. تاريخ متجذر من أدوم إلى حد الدقيق


رم -
تزينت اليوم وإزدانت محافظة الطفيلة الهاشمية بزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه ويرافقه ولي عهد المخلص .

هناك في الطفيلة حيث التاريخ الممتد لآلاف السنين ، حيث الأدوميين ، أولئك الساكنين في محاجىء الجبال ، المتخذين الأعالي ، الماسكين مرتفع الأكمة.

هناك حيث أدوم صاحب الكبرياء الخالد ، الذي صور نفسه كنسر قد وضع عشه على جلد السماء ، محلقاً بين النجوم ، قائلا بعنفوان : من ينزلني إلى الأرض ؟! ، أدوم الذي حارب وشعبه هجمات العبرانيين ، وتمترس بين الجبال ، وقاتل رافضاً التعدي على أرضه .

إنها الطفيلة ، التي احتضنت بصيرا عاصمة المملكة الأردنية الأدومية ، وتوفيلوس الرومانية أرض الكروم ، ومدينة الرياح ، ومدينة الشمس النبطية ، التي تراقصها الأشعة كل صباح ، لتتباهى بين الأجرام أنها قد أشرقت على ثرى الطفيلة .

وفي زيارة الملك المفدى اليوم للطفيلة الهاشمية ، وفي ضانا سيدة الدهشة الجبلية ، التقى جلالته بأبناء وبنات المحافظة وأكد على متابعته لمشاريعها ، الاقتصادية والسياحية وغيرها.

وكما وقد استذكر جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ، وكبير آل هاشم ، معركة حد الدقيق ، عندما جدد تحياته لأبناء شعبه في الطفيلة مستذكراً بأنهم أحفاد وأبناء معركة حد الدقيق .

ولمن لا يعرف عن معركة حد الدقيق ، فقد كانت من المحطات المفصلية في الثورة العربية الكبرى في جنوب الأردن وعلى أرض الطفيلة ، حيث كان يقودها شيخ مشايخ الطفيلة الشيخ ذياب باشا العوران ومعه من أنجاله الشيخ عبد السلام العوران والشيخ صالح باشا العوران وجميع شيوخ وفرسان الطفيلة ، مع الأمير زيد بن شاكر ، في الخامس والعشرين لشهر كانون الثاني لعام ألف وتسمعائة وثمانية عشر ميلادية ، حيث لعبت هذه المعركة دوراً محورياً في نهاية الاحتلال العثماني.

ولمئة عام ونيّف ما زالت أهزوجة المعركة في الطفيلة تُردد في الأفراح والمناسبات ؛ عندما استقبل فرسان وأبناء الطفيلة الأمير زيد بن شاكر :
يا زيد وانزل بالسهل - حنّا العباة الضافية
نعلي البيارق في اللظى- نحميها وهي الغالية
يازيد حنّا رجالك - والأمـر بيـدك يازيد
يازيد وانزل يمّنا - بأرض الطفيلة العالية
والعهد كار إرجالنا- في إجبالنا والبادية

كانت وستظل الطفيلة على قلب رجل واحد ، وموقف واحد ، بانتمائها الكبير للوطن ، وقيادته الهاشمية الحكيمة ، وبمشاعرها العروبية الصادقة ، وشجاعتها المسطرة في صفحات التاريخ دونما ريب ، فحفظ الله مملكتنا الأردنية الهاشمية ، وحفظ الله قيادتنا ومليكنا الغالي ، وحفظ الله الطفيلة .

فداء المرايات



عدد المشاهدات : (3051)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :