رم - بلال حسن التل
هل غياب رجال القانون عن قيادة جماعة الإخوان المسلمين كالمراقب العام الثاني للجماعة الاستاذ المحامي عبدالرحمن خليفة، الذي قاد الجماعة لاكثر من اربعين عاما، خلفا للمراقب العام الأول لها رجل العمل الخيري الحاج عبد اللطيف ابو قورة، لياتي لقيادة الجماعة بعد المحامي عبدالرحمن خليفة، محاميا اخر هو المراقب العام الثالث الاستاذ المحامي عبد المجيد ذنيبات، الذي قاد الجماعة لاثنتي عشر سنة، اي ان رجال القانون قادوا الجماعة لأكثر من ثلثي عمرها حتى الان.
كلاهما خليفة وذنيبات قادا الجماعة، بكل ما عرف عن رجال القانون من صبر وهدؤ اتزان.والتزام بالمصالح العليا للدولة الاردنية،
ام ان غياب رجال التربية والتعليم أمثال الاستاذ الدكتور إسحاق فرحان والأستاذ الدكتور عبداللطيف عربيات، و الاستاذحمزة منصور، وجمهور المعلمين الذين كانوا يشكلون الغالبية من نقباء الاسر في الجماعة، (البنية الاساسية للتربية والتنظيم في الجماعة) بكل ما يعرف عن التربوين من هدؤ وسعة صدر، هل غياب هؤلاء، هو سبب ماتعيشه الحركة الاسلامية بمسمييها (الجماعة و الحزب) من تخبط وتناقض؟!.
فمن الواضح ان حالة من التخبط تسيطر هذه الأيام على الحركه الإسلامية (بمسمييها)، في الاردن: جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي.
اول علامات هذا التخبط والتناقض السريع والواضح في بياناتها، وتصريحات قادتها، خاصة لجهة انكار الحقائق، فالامين العام بالانابة لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس وائل السقا، يعلن في تصريح صحفي ان لا علاقة تنظيمبة بين الحزب والجماعة، فكيف يفسر سعادته انتقال المهندس مراد العضايلة قبل اسابيع قليلة من موقعه أمين عاما للحزب الى مراقب عاما للجماعة؟، وهل يعقل ان ينتقل الرجل من قيادة تنظيم الى قيادة تنظيم اخر لاعلاقة تنظمية بينهما؟!،
ثم اذا لم يكن بين الحزب والجماعة علاقة تنظمية، فبماذا نفسر ماقاله المهندس مراد العضايلة بصفته مراقبا عاما للجماعة بأن البيان الصادر عن الجماعة حول واقعة البحر الميت (أجاب على ماالتبس في بيان حزب جبهة العمل الاسلامي). اليس في ذلك تأكيدا واضحا وصريحا على العلاقة التنظمية بين الطرفين. وان الجماعة هي التي تحرك الحزب بصفته احد اذرعها السياسية.ولذلك قام المراقب العام بمهة التفسير نيابة عن الحزب.
ليست حالة المهندس مراد العضايلة هي الحالة الوحيدة التي تتم فيها مناقالات قيادية بين الجماعة والحزب. فكل الامناء العامين للحزب منذ المرحوم اسحق فرحان اول امين عام للحزب حتى اخر امين عام للحزب المهندس العضايلة وصولا الى الامين العام بالانابة الحالي، جاءوا إلى هذا الموقع من رحم الجماعة،مع احتفاضهم بعضوية الجماعة والحزب.
ليس الامناء العامين للحزب وحدهم الذين جاءوا من رحم الجماعة الى المواقع القيادية فيه، فكذلك رؤوساء مجالس شورى الحزب وابرزهم الشيخ سالم الفلاحات، المراقب العام الاسبق للجماعة، وغيره كثير على مستوى قيادة الحزب، فما بالك على مستوى القاعدة، ثم يتم بعد ذلك الزعم بان لا علاقة تنظمية بينهما! فاي استخفاف بعقول الناس هذا؟!.
التناقض الاخر الذي وقعت فيه الحركة الإسلامية (بمسمييها)، وحول قضية واحدة، وبفاصل عشرات الساعات فقط. يتعلق بعلاقة منفذي عملية البحر الميت بالحركة الإسلامية، ففي الوقت الذي صرح فيه الامين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي بالانابة(بأن الشخصين الذين قاما بعملية البحر الميت ليسا عضوين في حزب جبهة العمل الاسلامي)، اكد القيادي في الحزب وعضو كتلته البرلمانية قائلا (هما من أبناء الحركة الاسلامية) فاي التصريحين نصدق، في ظل العلاقة التنظيمية الواضحة والعضوية بين الحزب والجماعة؟!.
لا نريد ان نستطرد في حديث التخبط الذي يقود الى التناقض، الذي سيطر على أداء الحركة الاسلامية في الايام الاخيرة، وهي حالة خطيرة تشير الى ان سحر الإعلام صار شديدا على بعص قيادات الحركة، فوقع ببنهم التسابق على الاضواء دون تنسيق، وفي هذا فقدان لصفة هامة كانت تتصف بها الحركة الاسلامية (الجماعة و الحزب) وهي الرصانة والتواضع اللذين تميزت بهما بقيادة رجال كبار كمحمد عبد الرحمن خليفة وإبراهيم مسعود وعبد اللطيف عربيات وداود كوجق، إسحاق فرحان وعربيات، وغيرهم ممن ارسوا قواعدها في الاردن، برعاية رسمية هاشمية.