رم - قال وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة جاءت الرؤية الوطنية الشاملة العابرة للحكومات؛ لتؤكد أن المستقبل للتعليم، والصدارة فيه هي الغاية، للنهوض بالوطن ومواطنيه، من خلال بناء قدراتهم، وتمكينهم من مهارات عصرهم؛ لإطلاق ابتكاراتهم، ومساعدتهم في أخذ دورهم الريادي والتنافسي على مستوى الإقليم والعالم، من أجل الإرتقاء بنوعية حياتهم واستدامتها، باستحداث فرص العمل والتحسين المستمر لمستوى دخلهم.
جاء ذلك خلال بمناسبة مرور عام على تطبيق نظام التعليم المهني بيتك امس الثلاثاء واقتبس محافظة من رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في ورقته النقاشية السابعة إذ يقول جلالته: " لقد بات التطوير ضرورة أملتها الظروف، فالتغيير يفرض نفسه، ويثبت ذاته، ويمضي غير عابيء بمن يخشونه، ولطالما كان الأردن مبادرا ورائدا في التحديث والبناء. إننا نتطلع إلى أردن قوي، يقدم لأبنائه خير تعليم، ونريد أن نرى مدارسنا المهنية، مصانع للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، لا تخرّج طلابها إلا وقد تزوّدوا بكل ما يُعينهم على استقبال الحياة ومواجهة تحدّياتها، ومعلمين يمتلكون القدرة والمهارات التي تمكّنهم من إعداد أجيال الغد " انتهى الإقتباس.
واضاف الوزير وعليه قامت وزارة التربية والتعليم باطلاق التحديث في برنامج التعليم المهني، فجاء برنامج التعليم المهني التقني المبني على الكفايات والمهارات (BTEC) ليكون متسقاً مع الرؤية الملكية، ومحققا للتوجّهات الحكومية.
واكد الوزير ان الاحتفاء ببعض منجزات طلبتنا ومعلمينا وقصص نجاحاتهم في تنفيذ برنامج التعليم المهني التقني بيتك.
مستعرضا أبرز ما تم تنفيذه خلال العام الدراسي 2023/2024 لإنجاح هذا البرنامج وتحقيق غاياته، فقد بدأ البرنامج في شهر أيلول 2023 بستة تخصصات هي: الهندسة، الأعمال، تكنولوجيا المعلومات، الضيافة، الزراعة، الشعر والتجميل. ليضاف لها في عام 2024/2025 أربعة تخصصات جديدة هي: الوسائط الابداعية، السياحة والسفر، الفن والتصميم، والبناء والانشاءات. تُدرَّس في (310) مدارس موزعة على كافة مناطق المملكة، بواقع (653) شعبة صفية، يَدرُس فيها (33627) طالبا وطالبة، في المستووين الثاني والثالث. وقامت وزارة التربية والتعليم بتعيين (1318) معلما ومعلمة إضافة للكوادر التعليمية التي كانت موجودة أصلا لغايات تدريس هذه التخصصات. وعملت الوزارة على تدريب الكوادر التعليمية القديمة والجديدة بما يصل إلى (3200) بين معلم ومشرف ورئيس قسم تعليم مهني على مستوى الوزارة والمديريات والمدارس بين عامي 2023 و 2024.
مشيرا الى ان الثورة التكنولوجية الرابعة تسببت في إحداث فجوة كبيرة بين مهارات القوى العاملة ومتطلبات سوق العمل والإنتاج؛ فقد اختفت مهن كثيرة، واستحدثت مهن جديدة غيرها، ممّا يعني ضرورة التكيّف مع هذه المتغيرات للحد من مخاطر هذه الفجوة، كالبطالة وكساد السوق. وهذا ما استدعى ضرورة السعي لتوفير نظام تعليمي مهني قادر على الاستجابة لهذه المتغيرات، يعتمد على الجانب العملي التطبيقي المتخصص، ضمن بيئات تعليمية تتوفر فيها كافة المتطلبات الحديثة التي تدعم التعلّم واكتساب الخبرة، والتوسع في مساراته وخياراته المهنية والتقنية.
منوها الى ضرورة الإطلاع على تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، والتي كان من أنجحها تجربة البرنامج البريطاني من شركة بيرسون؛ والمعروف ببرنامج (BTEC) والذي يعتبر من أقوى البرامج العالمية في المدارس الثانوية والجامعات، والذي يتم تطبيقه في أكثر من (70) دولة حول العالم. وهذا البرنامج يتلائم مع فلسفة وزارة التربية والتعليم الأردنية، ويتميز بتشجيع البحث والإستقصاء وتطوير مهارات التفكير والتعلم الذاتي لدى الطلبة، كما يزودهم بالتطبيق العملي والمهاري، وبكفاءة عالية تؤهلهم لدخول سوق العمل، ويتناسب مع التخصصات المطلوبة في سوق العمل المحلي الأردني، ويتمتع بالمرونة التي تسمح بإضافة تخصصات جديدة عند الحاجة، وقد تم تزويد المدارس بكافة المستلزمات والتجهيزات التي تضمن تعلم الطلبة وتمكينهم من المهارات التي تحتاجها وظيفة المستقبل، أو إنشاء مشاريعهم الخاصة، أو إكمال تعليمهم الجامعي في التخصصات المعدّة لطلبة المسارات المهنية.
مشيرا الى ايلاء سموّ وليّ العهد الأمير الحسين بن عبدالله اهتماماً كبيراً بالشباب ويشغل مستقبلهم حيزاً كبيراً من جهده ونشاطاته إذ يعتبرهم سموه القوّة المحركة للإقتصاد الوطني، ورافعة المجتمع، وعنوان ازدهاره، واستمرار تطوره، فكانت توجيهاته بضرورة تجهيزهم بالمهارات التي تناسب عصرهم. ولهذا حظي التعليم المهني التقني بدعم سموّه المباشر، باعتباره أولوية وطنية رائده، تسهم في الحد من البطالة، وتلبي حاجات سوق العمل حاضرا ومستقبلا، وتعمل وزارة التربية والتعليم ما وسعها الجهد لتقديم كافة التسهيلات، وتذليل كافة التحديات، من خلال المتابعة الحثيثة واليومية، للوصول إلى تعليم مهني تقني، يرقى لتحقيق الرؤية الملكية، ويساهم في بناء الوطن، وتوفير الرخاء لمواطنيه.