رم - تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الإثنين، عن القصور الوريدي المزمن الذي يحدث حين تتضرر الأوردة في الساقين ولا تعمل كما يجب.
وتوضح نشرة المعهد ماهية القصور الوريدي، ومدى شيوعه، وكيفية تأثيره على الجسم، وأعراضه، ومراحله، وأسبابه، وعلاقته بمتلازمة ما بعد الجلطة، إضافة إلى بيان طرق التشخيص وأنواع العلاجات المستخدمة.
عادةً، تساعد الصمامات الموجودة في أوردة الساق على إعادة تدفق الدم إلى القلب. ولكن في حالة القصور الوريدي، تتلف هذه الصمامات، مما يؤدي إلى تجمع الدم في الساقين. يزيد هذا من الضغط في أوردة الساق ويسبب أعراضًا مثل التورم والقُرح.
ما هو القصور الوريدي المزمن؟
يمكن أن يحدث القصور الوريدي المزمن بسبب تلف أي من أوردة الساقين، بما في ذلك:
- الأوردة العميقة، وهي الأوردة الكبيرة الموجودة وتمر عبر العضلات.
- الأوردة السطحية، وهي الأوردة القريبة من سطح الجلد.
- الأوردة التي تربط بين الأوردة العميقة والسطحية.
قد يسبب القصور أعراضًا خفيفة في البداية، لكن مع مرور الوقت، يمكن أن يؤثر هذا الوضع على جودة الحياة ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
القصور الوريدي المزمن مقابل متلازمة ما بعد الجلطة:
يشير كلا المصطلحين إلى نفس المشكلة المتعلقة بتضرر أوردة الساق. متلازمة ما بعد الجلطة هي القصور الوريدي المزمن الناجم عن تجلط الأوردة العميقة . يحدث تجلط الأوردة العميقة عندما تتشكل جلطة دموية في الوريد العميق في الساق. بعد زوال الجلطة الدموية، يمكن أن تترك وراءها نسيجاً ندبياً يتسبب في تلف الوريد.
حوالي 20% إلى 50% من الأشخاص الذين أصيبوا بتجلط الأوردة العميقة يصابون بمتلازمة ما بعد الجلطة، عادةً في غضون سنة إلى سنتين.
ما مدى شيوع القصور الوريدي المزمن؟
الأمراض الوريدية بشكل عام شائعة جدًا. على سبيل المثال، تؤثر الدوالي على حوالي 1 من كل 3 بالغين. كل عام، يتطور القصور الوريدي المزمن في حوالي 1 من كل 50 بالغًا يعانون من الدوالي.
عادة ما يصيب القصور الوريدي المزمن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. ويزداد الخطر كلما تقدم العمر.
بشكل عام، يؤثر القصور الوريدي المزمن على حوالي 1 من كل 20 بالغًا.
كيف يؤثر القصور الوريدي المزمن على الجسم؟
يبطئ القصور الوريدي المزمن تدفق الدم من الساقين إلى القلب. دون علاج، يرفع القصوُر الضغطَ في أوردة الساقين إلى حد أن الأوعية الدموية الصغيرة جدًا (الشعيرات الدموية) قد تنفجر. عندما يحدث ذلك، يتحول لون الجلد في تلك المنطقة إلى بني محمر ويمكن أن ينخدش بسهولة إذا تعرض للضرب أو الخدش.
يمكن أن تسبب هذه الشعيرات المتفجرة:
- التهاب الأنسجة في تلك المنطقة.
- تلف الأنسجة.
- قُرح ركود وريدي. هذه هي القروح المفتوحة على سطح الجلد.
ما هي أعراض القصور الوريدي المزمن؟
تشمل أعراض القصور الوريدي المزمن:
- ألماً أو تعباً في الساقين
- إحساساً بالحرقان أو الوخز أو "الإبر والدبابيس" في الساقين.
- تقلصات في الساقين ليلًا.
- تغير لون الجلد ليصبح بنياً محمراً.
- تورماً (وذمة) في أسفل الساقين والكاحلين، خاصة بعد الوقوف لفترة طويلة أو في نهاية اليوم.
- تقشراً أو حكة في الجلد على الساقين أو القدمين.
- إحساساً بالثقل أو الامتلاء في الساقين.
- جلداً يشبه الجلد المدبوغ على الساقين.
- قُرح (قروحاً مفتوحة) عادةً بالقرب من الكاحلين. إذا كانت مؤلمة جدًا، فقد تكون مصابة أيضاً بالعدوى.
ما هي مراحل القصور الوريدي المزمن؟
تشمل مراحل الاضطرابات الوريدية ما يلي:
- المرحلة 0: لا توجد علامات يمكن رؤيتها أو الشعور بها. قد تشعر بأعراض مثل التعب أو الألم .
- المرحلة 1: ظهور الأوعية الدموية المرئية، بما في ذلك الأوردة العنكبوتية.
- المرحلة 2: الدوالي الوريدية التي لا تقل عن 3 مليمترات في العرض.
- المرحلة 3: تورم (وذمة) دون تغيرات في الجلد.
- المرحلة 4: تغيرات في لون و/أو نسيج الجلد.
- المرحلة 5: قرحة شُفيت.
- المرحلة 6: قرحة حادة (نشطة).
ما الذي يسبب القصور الوريدي المزمن؟
يحدث القصور الوريدي المزمن عندما لا تعمل الصمامات في أوردة الساقين بشكل صحيح. وهنا يأتي دور وتأثير الجاذبية حيث تعمل على إعاقة تدفق الدم باتجاه القلب. تشمل أسباب تلف الصمام:
- الأسباب الخلقية: هي تشوهات في أوردة الساقين التي ولدت بها. على سبيل المثال، يولد بعض الأشخاص بدون صمامات في أوردة الساقين.
- الأسباب الأولية: هي أي تغييرات في أوردة الساقين تمنعها من العمل كما ينبغي. على سبيل المثال، قد يتسع الوريد، مما يمنع الصمام من الإغلاق بالكامل.
- الأسباب الثانوية: هي مشاكل طبية أخرى تؤدي إلى تلف أوردة الساقين. عادة ما يكون السبب هو تجلط الأوردة العميقة (DVT) تترك الجلطة الدموية خلفها نسيجًا ندبيًا يضر بالصمام.
ما هو السبب الأكثر شيوعًا للقصور الوريدي المزمن؟
تجلط الأوردة العميقة (DVT) هو السبب الأكثر شيوعًا للقصور الوريدي المزمن. تضر الجلطة الدموية بالصمام في وريد الساق. الأشخاص الذين لديهم تاريخ من تجلط الأوردة العميقة يواجهون خطرًا أكبر لتطور القصور الوريدي المزمن.
كيف يتم تشخيص القصور الوريدي المزمن؟
سيقوم مقدم الرعاية الصحية بأخذ تاريخك الطبي وإجراء فحص بدني لك. قد تخضع أيضًا لاختبار تصوير يسمى بالموجات فوق الصوتية المزدوجة (Duplex ultrasound)، والذي يهدف إلى فحص تدفق الدم وبنية أوردة الساق. يتحقق هذا الاختبار من سرعة واتجاه تدفق الدم في الأوعية الدموية.
ما هو علاج القصور الوريدي المزمن؟
سيقوم مقدم الرعاية الصحية بوضع خطة علاجية لك بناءً على:
- عمرك، صحتك العامة، وتاريخك الطبي.
- مدى خطورة حالتك.
- مدى قدرتك على تحمل بعض الأدوية، أو المعالجات.
- علاماتك وأعراضك.
- إذا كان من المتوقع أن تتفاقم حالتك.
- ما ترغب في القيام به.
قد يشمل العلاج:
1. تحسين تدفق الدم في أوردة الساق: يمكن أن يساعد رفع الساقين (وضعها في مستوى أعلى) في تقليل التورم والمساعدة في زيادة تدفق الدم، كما قد يساعد أيضًا على ذلك ارتداء الجوارب الضاغطة. يمكن أن يُحسن التمرين المنتظم تدفق الدم.
2. الأدوية: قد تُستخدم الأدوية التي تزيد من تدفق الدم عبر الأوعية بالتزامن مع العلاج بالضغط للمساعدة في شفاء قرح الساق. يمكن استخدام الأسبرين أيضًا للمساعدة في شفاء التقرحات. لا يتم استخدام الأدوية التي تسحب السوائل الزائدة من الجسم عبر الكلى (مدرات البول) بشكل شائع، ولكن قد تُستخدم إذا كانت هناك حالات أخرى مثل فشل القلب أو مرض الكلى مرتبطة بالتورم.
3. الإغلاق بالليزر داخل الوريد أو الاستئصال بالترددات الراديوية (RFA ) : حيث يتم إدخال أنبوب (قسطرة) لتوجيه الحرارة مباشرة إلى الوريد المصاب، مما يؤدي إلى إغلاق الوريد. بمجرد إغلاق الوريد، يتجمع دم أقل في الساق ويُحسن تدفق الدم بشكل عام.
4. العلاج بالتصليب (Sclerotherapy): قد يُستخدم إذا كانت حالتك أكثر خطورة. يتم حقن مادة كيميائية في الأوردة المصابة، حيث تُسبب هذه المادة ندبات في الأوردة، مما يمنعها من حمل الدم. يعود الدم بعد ذلك إلى القلب عبر أوردة أخرى، ويتم امتصاص الأوردة المندّبة من قبل الجسم.
5. الجراحة: تُجرى في الحالات الشديدة. أحد أنواع الجراحة المستخدمة هو الربط (Ligation)، حيث يتم ربط الوريد المصاب حتى لا يتدفق الدم من خلاله. إذا كان الوريد أو صماماته متضررة بشدة، فسيتم إزالة الوريد في عملية تسمى "تجريد الوريد" (Vein stripping).