رم - د. محمد فرج
يعكس الوضع الحالي بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان وحماس في غزة تصاعداً ملحوظاً في التوترات مع تحديات متزايدة لكل الطرفين. العمليات التي ينفذها حزب الله تعكس قوة كبيرة وقدرة متقدمة، مما يضعف من قدرة إسرائيل على تحقيق تقدم ميداني أو حتى تحقيق أهدافها العسكرية. إسرائيل تجد نفسها في موقف صعب، حيث لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى عمق الأراضي اللبنانية بشكل كبير، وتعاني من تحديات ميدانية تجعل تحقيق السيطرة بعيد المنال.
إلى جانب ذلك، قدرة حزب الله على الاستمرار في إطلاق الصواريخ تشكل عقبة كبرى أمام إسرائيل، مما يزيد من حدة الاستنزاف، ويؤدي إلى تزايد المخاوف داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث بدأت بعض الأصوات تطالب بضرورة إنهاء الصراع والتوصل إلى صفقة أسرى مع حركة حماس. هذه الدعوات تعكس حالة من التوتر والضغط الداخلي، خصوصاً مع تصاعد المخاوف الشعبية من عودة التصعيد العسكري دون تحقيق أهداف واضحة.
على المستوى الدولي، تستغل روسيا والصين هذه الأوضاع لتعزيز دورهما ونفوذهما في المنطقة. ففي الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل والولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة بسبب هذا الصراع، تحاول موسكو وبكين الاستفادة من حالة الاستنزاف هذه لتوسيع تأثيرهما من خلال الدعم السياسي أو العسكري للأطراف المتضررة، مما قد يغير من ميزان القوى الإقليمي.