كتب الدكتور منذر حوارات
رغم قناعتي بأن الكثير من المعلومات الواردة في كتاب War: Bob Woodward مغلوطة وتتبنى الرواية الإسرائيلية وتحاول تلميع صورة الإدارة الحالية وصورة إسرائيل إلا أن المعلومات المتعلقة بالأردن بالذات فيما يخص الصواريخ وكذلك الكلام الوارد والمجتزأ عن المحادثات الأردنية الأمريكية فيما يتعلق بالعدوان على غزة بحاجة إلى التفسير رغم قناعتي بأن هناك الكثير من المعلومات خضعت لتصرف المُترجم ولغايات تبدو وكأنها لإثبات شيء موجود في ذهنه وذهن مم ساهم في النشر السريع لهذا الكتاب، وهذا يحتم على الجهات الرسمية المعنية ان تقوم بالرد على ما ورد في الكتاب بدون التعالي على وعي الناس وحاجتهم للمعلومة الدقيقة، وهذا ما ثبته تعطش الناس لقراءة هذا الكتاب رغم حداثة اصداره وترجمته والتي تَقِلُ بما يقارب النصف عن عدد صفحات الكتاب الأصلي والذي تبلغ عدد صفحاته ٧٠٠ صفحة بينما الترجمة تقارب ٤٥٦وهذا فارق كبير يعبر عن رغبة في اجتزاء الكثير من المعلومات والحقائق، بالتالي على الجهات الرسمية ان تكون متأكدة ان الكثير من الناس لا يثقون بالرواية والموقف الحكومي وهذا يحتم عليها مواجهة الأمر بالحقائق والوقائع وذلك بنشر نصوص جلسات الحوار مع الطرف الأمريكي لأن الوضع لا يحتمل التكتم على اي معلومة مهما كانت سريتها يمكن لها ان تزيل الشك واللبس عن الموقف الأردني وعدا ذلك ستبقى حالة الشك وعدم الثقة راسخة وموجودة، وما يدلل على ذلك أن المعلومات الواردة في هذا الكتاب باتت وكأنها نصوص مقدسة يتداولها الناس رغم ان اي سياسي حصيف يستطيع التأكد منذ اول لحظة للقراءة ان النص خضع للتصرف بإتجاهين الأول من ألف والثاني من ترجم ولكل منهما غايته وربما يلتقيان في النهاية، لذلك من حقي كمواطن بسيط ان اعرف اين الحقيقة كي استعيد انا وغيري من الناس الثقة بالرواية الرسمية وإلا فإن جبل عدم الثقة سيكبر وسيتدحرج مثل كرة الثلج، ولا تنسوا هزيمة العام ١٩٤٨ والتي كانت تداعيتها السياسية على الدول العربية لا تزال قائمة حتى اليوم وربما الى الغد غير القريب، وهذا يؤكد أن الحقيقة والحقيقة وحدها هي حائط الصد الأول عن الاستقرار والبقاء في اي بلد وليس الأردن وحده.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |