قصص قصيرة جدا: حسين جداونه


رم -
1 ـ امرأة
ـ من هذه المرأة التي برفقتك؟
ـ هذه ليست امرأة.. هذه أمّي.. وأنا برفقتها...
***
2 ـ رجولة مبكّرة
قالت لي:
عليك أن تعتمد على نفسك، أنت صرت رجلًا، يجب أن تمشي من غير أن تمسك بثوبي.. فأنا لن أدوم لك..
منذ ذلك اليوم، لم أعد أمسك بثوبها..
وكلما تهت عنها وجدتها تمشي خلفي...
***
3ـ خير
كلما شكوت لها أحدهم، قالت لي: "من لا يجود لك يجود لغيرك".
ولم يكن كلامها عندي موضع شك.
إنّها أميّ.
***
4 ـ تلك الرائحة
توقّفتُ متردّدًا في قطع الشارع، أمسكتْ يدي بقوة، وقطعناه معًا.
عند الطرف الآخر، تركت يدي، ربتت على كتفي، وقالت: هيّا، اسبقني وحدك إلى البيت، عليك أن تعتمد على نفسك.
ما زالت رائحتها منذ خمسين عامًا تملأ أنفي!
***

5 ـ يقين
كانت حريصة على إيصالي إلى المدرسة بنفسها كلّ يوم.
وكنت أخاف أن أفترق عنها، فتطمئنني أنّها تنتظرني في الخارج إلى نهاية الدوام.
وكنت أصدقها؛ لأنّني في كل مرّة أجدها عند البوابة.. تنتظرني...
***
6 ـ معلمة
تلقيت على يديها دروس القراءة والحساب، حتى نهاية المرحلة الابتدائية. وعندما كبرت اكتشفت أنها لا تقرأ ولا تكتب.
***
7 ـ قلبها
اجتزت الامتحان النهائيّ بصعوبة. كان أوّل شخص ينبغي عليّ أن أبشره بالخبر السعيد أمّي. اتصلت بها وأخبرتها. ردّت عليّ بلهفة: انتبه للطريق، إنها تمطر بغزارة.. ألف ألف مبارك، ولدي الحبيب...
***
8 ـ فقد
في كلّ حينٍ أفقد عزيزًا.
أمس فقدت أمي،
حسنًا، لن أفجع بعدها بأحد.
***
9 ـ أمّي
حصلت على المركز الأخير.
ركضتْ نحوي، احتضنتني بقوّة، همستْ بأذني، غدًا ستحصل على المركز الأوّل...
***
10 ـ نبوءة
العرّاف الذي تنبّأ بوصولي إلى قمّة الهرم، زارني أمس.
ذكّرني بنبوءته، أقررت له بقدرته على قراءة المستقبل.
اعترف لي بأنّها لم تكن سوى نبوءة أمّي.
***
كاتب من الأردن




عدد المشاهدات : (10389)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :