مستويات التغيير


رم - م. أنس معابرة

إذا أردت أن تُحدث تغييراً في مجال معين من حياتك، كأن تصبح كاتباً، او مدرباً، أو رياضياً، أو حتى زوجاً أو أباً صالحاً، أو متخصصاً في مجال معيّن من العلوم، وجب عليك إدراك مستويات التغيير الثلاث، وأن تسلك أحدها للوصول إلى الهدف الذي تبتغيه.

هنالك ثلاث مستويات للتغيير، الأول هو تغيير على مستوى النتائج والأهداف، والثاني هو تغيير على مستوى العمليات والأنظمة، والثالث تغيير على مستوى الهوية.

المستوى الأول هو تغيير مدفوع بالأهداف، يزول الدافع بعد تحقيق هذا الهدف، فلو أردت أن تؤلف كتاباً؛ ستبذل الكثير من الجهد، وستبدأ في المطالعة والقراءة والكتابة، حتى تصل إلى هدفك وتكتب الكتاب وتنشره، وعندها ستتوقف عن العمل بشكل تام لحين وضع أهداف جديدة.

التغيير المدفوع بالأهداف هو تغيير خارجي مؤقت، ولا يمكن الاعتماد عليه لتكوين عادات مستدامة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك نية فقدان الوزن، فحين تضع هدفاً كهذا؛ ستبذل كل جهدك خلال فترة العمل، وستضع نظام حمية صارم، وستمارس الرياضة يومياً بشكل مكثف، وعندما تصل إلى الوزن المنشود، ستتوقف كل تلك النشاطات، وتعود إلى ممارسة حياتك بطبيعية كما كنت في السابق.

أما المستوى الثاني؛ فهو التغيير على مستوى العمليات والأنظمة، وهو أسلوب جيد في اكتساب عادات إيجابية، أو للتخلي عن عادات سلبية، إذ يقوم على أساس تغيير الروتين، وتعديل النظام للشخص، بحيث يكتسب عادات جديدة، ويستمر عليها بعد الوصول إلى هدفه المرحليّ.

المستوى الثالث والأهم والأعم؛ فهو تغيير على مستوى الهوية، فعندما أنوي أن أصبح كاتباً؛ فهذا معناه أن هويتي تحتّم عليّ البدء في القراءة والكتابة، وامضاء الوقت في المطالعة والتحرير، وأنا التحق بعدد من النوادي المخصصة للكتاب، وأن أتابع نشاطاتهم واجتماعاتهم. وعندما أنوي أن أصبح رياضياً معناه أنه يتوجب عليّ الآن ممارسة العادات الصحية، والتخلي عن العادات غير الصحية، والالتحاق بالنوادي والصالات الرياضية، وأن أبحث عن شركاء في ممارسة الرياضة.

لاحظ أن الهدف قد يكون على سبيل المثال نشر كتاب، والعملية ستكون في هذه الحالة المداومة على الكتابة، ولكن التغيير المتعلق بالهوية سيكون بأنني أريد أن أصبح كاتباً، وهو أرقى أنواع التغيير المستدام، والذي سيصل بك إلى هدفك المنشود عدة مرات.

عندما تبدأ بتغيير على مستوى الهوية، كأن تريد أن تصبح كاتباً؛ فأنت ستنشر عدة كتب، وستمارس الكتابة، وستصبح كاتباً، وهو التغيير الأشمل والأعم.

ولكن السؤال المهم هو: كيف أختار الهوية التي أنوي الوصول إليها؟ إن الطريقة المثلى للوصول إلى المستوى الثالث والأعمق من مستويات التغيير هو أن تسأل نفسك عمن هو الشخص الذي تود أن تكونه، أو القدوة التي تسعى أن تصبح مثلها، ثم أن تبدأ بالإثبات لنفسك بأنك قادر على أن تصبح هذا الشخص، وذلك من خلال المكاسب البسيطة على المدى الطويل، وتلك المكاسب التي ستتراكم مع مرور الوقت إلى أن تصبح ذلك الشخص.



عدد المشاهدات : (1960)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :