قراءة في خطاب العرش


رم - ماجد الفاعوري

خطاب العرش الذي ألقاه الملك عبدالله الثاني في افتتاح مجلس الأمة العشرين حمل في طياته رؤى استراتيجية واضحة تعكس التحديات الراهنة التي تواجه الأردن داخلياً وخارجياً. الخطاب ركّز على محاور رئيسية، أبرزها دور مجلس الأمة، مكانة الجيش العربي، التحديات المحلية والإقليمية، إضافة إلى موقف الأردن من الاعتداءات المستمرة على الضفة الغربية وقطاع غزة.
1. دور مجلس الأمة في الرقابة والتشريع
أكد الملك في خطابه على أهمية دور مجلس الأمة باعتباره ركيزة أساسية في النظام الديمقراطي الأردني:
في مجال الرقابة:
شدد على أهمية الدور الرقابي لمجلس النواب لضمان التزام الحكومة بتنفيذ برامجها بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن. الرقابة البرلمانية يجب أن تكون بنّاءة ومسؤولة، بعيدة عن المصالح الفردية أو الشعبوية.

في مجال التشريع:
دعا الخطاب إلى تكامل العمل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لإقرار التشريعات التي تعزز الإصلاح السياسي والاقتصادي، مع التركيز على القوانين التي تُحسّن بيئة الاستثمار وتوفر فرص عمل للشباب.
2. الجيش العربي ودوره الوطني أدوا التحية للنشامى


حماية الأمن والاستقرار:
أثنى الملك على دور القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) في حماية الوطن وحدوده، مشيراً إلى أنها تمثل صمام الأمان في مواجهة التحديات الأمنية والإقليمية.
تطوير القدرات:
جدد التأكيد على أهمية الاستثمار في تطوير الجيش، سواء من خلال التدريب أو التحديث التكنولوجي، ليبقى قادراً على مواجهة التحديات المتزايدة.

دور إنساني وأمني:
أشاد الملك بدور الجيش في التعامل مع الأزمات الإقليمية، خاصة قضية اللاجئين، مؤكداً أن القوات المسلحة تُجسّد القيم الأردنية النبيلة في العطاء والتضحية.
وشدد جلالة الملك على دور القوات المسلحة في علاج المصابين والجرحى في غزة والضفة الغربية وعلينا ان نقف لهم ونحييهم



3. التحديات التي تواجه الأردن
التحديات الاقتصادية:
أشار الخطاب إلى استمرار الضغوط الاقتصادية نتيجة الأوضاع الإقليمية والعالمية، مع التأكيد على أهمية تحقيق التنمية المستدامة، خلق فرص عمل، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص.
تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين كان محوراً رئيسياً، مع الدعوة إلى تطبيق سياسات تدعم العدالة الاجتماعية وتخفف من الفجوة بين الفئات المختلفة.
التحديات الأمنية والإقليمية:
اللاجئون:
الأردن ما زال يتحمل أعباء استضافة اللاجئين، وهي مسؤولية تتطلب دعم المجتمع الدولي.

التوترات الإقليمية:
التحديات الأمنية على الحدود نتيجة الأوضاع في سوريا والعراق تُلقي بثقلها على المملكة، ما يتطلب يقظة دائمة ودعماً للقوات المسلحة.
التحديات المناخية والمائية:
الخطاب أكد على ضرورة مواجهة أزمة المياه وتبني حلول مبتكرة للتغير المناخي، باعتبارهما تهديدات مستقبلية لأمن الأردن.
4. الاعتداءات على الضفة الغربية وغزة
الموقف الأردني الثابت:
أكد الملك أن الأردن يرفض بشكل قاطع الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
القضية الفلسطينية:
جدد التأكيد على دعم الأردن لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل. شدد الملك على دور الأردن المحوري في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، تحت الوصاية الهاشمية.
العدوان على غزة:
الخطاب أشار إلى ضرورة وقف التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة، داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين ووقف انتهاكات حقوق الإنسان.
5. الرسائل الموجهة في الخطاب
للمجلس:
دعوة للعمل الجاد والتعاون مع الحكومة لتنفيذ الخطط الإصلاحية وتحقيق تطلعات المواطنين.

تعزيز دور المجلس في مراقبة الأداء الحكومي وإقرار التشريعات الضرورية.


للشعب الأردني:

طمأنة الشعب بأن القيادة تعمل على حماية حقوقهم وتحسين ظروفهم المعيشية رغم التحديات.
التأكيد على وحدة الصف الأردني في مواجهة الأزمات.
للمجتمع الدولي:
ان الاردن لن يتخلى عن دوره اتجاه القضية الفلسطينية ولن يرضخ للضغوط الدولية والاقليمية رسالة قوية وجهها الملك لكل من يسعى ان يتجاهل حقوق الفلسطينيين على حساب الاردن .
إبراز الأردن كدولة معتدلة تعمل على تحقيق السلام في المنطقة.
دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.
وخلاصة خطاب العرش السامي
الاردن قوي وسيبقى رغم كل التحديات
خطاب العرش لافتتاح مجلس الأمة العشرين كان شاملاً ومباشراً، ركز على تعزيز المسار الإصلاحي داخلياً، وتوضيح موقف الأردن من التحديات الإقليمية، خاصة الاعتداءات على الضفة وغزة. الملك أكد على أهمية تكاتف الجهود الوطنية لمواجهة التحديات، مع الحفاظ على الدور المحوري للأردن في دعم القضية الفلسطينية وحماية استقراره الداخلي.



عدد المشاهدات : (574)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :