رم - بقلم الدكتور معتز جريسات
جاء خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين محمّلًا برؤية حكيمة وشاملة، تعكس تطلعات الأردنيين نحو مستقبل أفضل.
الخطاب كان بمثابة خارطة طريق ترسم ملامح مرحلة جديدة من البناء والتحديث، تعكس الثقة بقدرة الأردنيين على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات.
أبرز ما ميّز الخطاب هو الرؤية الملكية العميقة في التركيز على العمل البرلماني القائم على البرامج والعمل التشاركي ، وهو ما يعزز دور البرلمان كحاضنة للأفكار البناءة والسياسات الوطنية.
هذه الدعوة تأتي في وقت يتطلب فيه الأردن تكاتف الجميع للارتقاء بالعمل المؤسسي وترسيخ قيم الشراكة الفاعلة بين المواطنين وممثليهم في مجلس الأمة.
في الجانب الاقتصادي، جاءت توجيهات جلالته لتسريع وتيرة التحديث الاقتصادي كإشارة واضحة إلى أهمية إطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني، وبناء منظومة تُحفّز الإبداع وتُمكّن الشباب.
الطموح هنا لا يقتصر على تحسين الأرقام الاقتصادية، بل يمتد إلى خلق بيئة تزدهر فيها الأفكار المبتكرة وتُتاح فيها الفرص للجميع.
تطوير القطاع العام كان أيضًا في صلب الخطاب، حيث أكد جلالة الملك على ضرورة تحسين الخدمات العامة بما يضمن العدالة والكفاءة. وذلك ما يعكس اهتمام القيادة بتعزيز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة، وبتقديم نموذج ريادي في الإدارة الحكومية يضع احتياجات الناس في المقدمة.
الخطاب ركز أيضا على القضايا الوطنية والإقليمية، حيث جدّد جلالته الالتزام بالدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية تحت الوصاية الهاشمية، مشيرًا إلى الجهود المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني. حيث يعكس هذا التأكيد دور الأردن كصوت سلام داعم للحق والعدل في المنطقة.
أما الرسالة الأبرز التي حملها خطاب العرش، فهي الدعوة إلى العمل الجماعي والتفاؤل بالمستقبل. فجلالته أكد أن الإنسان الأردني هو محور التنمية ومحرك الإنجاز، وأن بناء الوطن لا يمكن أن يتحقق إلا بروح الفريق الواحد.
إن خطاب العرش يعكس رؤية قيادة هاشمية حكيمة تؤمن بأن المستقبل يُبنى بالإرادة والعمل والمثابرة، وأن الأردن، بقيادته وشعبه، ماضٍ بثبات نحو تحقيق طموحات أبنائه.
الرسائل الإيجابية التي حملها الخطاب هي دعوة صريحة لكل الأردنيين ليكونوا شركاء في كتابة فصل جديد من النجاح والإنجاز، ولتعزيز مكانة الأردن كأنموذج للاستقرار والتقدم في المنطقة.