يزن السوالمة

" هدبت لي شماغي الأحمر بيدها وغزلة علم"، واليوم من السلط الأبية من سلط الحضارة والتاريخ جئنا لبيت خيرات السلط، لنحكي عن هدب الشماغ وعن التطريز العربي الذي كانت كل جدة وكل أم تطرزه بحب، وتهدب الشماغ لأبنها من هدب عينها لعين أبنها.

ولنتحدث أكثر عن التطريز اليدوي للثوب الأردني، وعن هدب الشماغ التقينا اليوم مع ثائرة عربيات، التي ما زالت تواظب على الحفاظ على هذا الإرث، وتعليمه للجيل الجديد.

وفي حديثها لـ " رم " قالت عربيات، أنها تعلمت الهدب من حماتها، ومن ثم تعلقت بالموروث الجميل، وتحدثت عن حبها للهدب بالقول : "إنه عشقي للعسكري المرابط على حدود الوطن اللي متلثم متلصم بشماغ هدبته أمه بجمالها وبروحها بلشت تزرع حبات الهدب من عينها لعين ابنها عشان هيك سمي هدب نسبة لهدب العين".

وعن رسالتها قالت إنها تسعى لعمل جسر للحفاظ على العادات وعلى الموروث الأردني بين الأجيال السابقة والجيل الحالي، وكان ذلك عن طريق أكثر من مبادرة، (أكلات الجدات بأيدي الأمهات، الأزياء التراثية على مستوى الوطن).

وإضافت أنهم في بيت خيرات السلط ما زالوا يحافظون على التراث القديم، حيث إنهم يقتنون أكثر من 200 ثوب تراثي لمدن ومحافظات أردنية مختلفة، بالإضافة أنهم يحافظون على الحرف اليديوية التراثية، مثل (هدب الشماغ، والتطرز اليدوي) حيث أصبحنا في زمن ابتعدنا فيه عن تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا.

وبينت عربيات أنها بتعليم التطريز والهدب للبنات فهي تحافظ على الموروث التاريخي، وتساعدهم بتحسين دخلهم المادي حيث يمكنهم العمل وكسب الأموال من منزلهم، كما قامت بإعطاء 57 دورة مجانية بتعليم الهدب والتطريز.

ووضحت عربيات أن للهدب ثلاثة أنواع، (الأميري بيكون الغز لز والهدب ناعمة، الهدب الملوكي اللي هو الغز الوسط وحبه العدسة، هدب البادية حبه الحمصة)، وبينت أن الهدب في وقتنا الحاضر يختلف عن الهدب قديما، حيث كانت الأمهات تستغرق أسبوع إلى شهر على الأقل لهدب الشماغ، على عكس يومنا الحالي، حيث أصبح يستغرق ثلاثة أيام إلى عشرة أيام لأنه أصبح مصدر دخل للنساء وخط إنتاج.

وعن التطريز قالت إن، الكثير يجهلون "القطب" الأردنية حيث إنه يوجد 22 "قطبة"، وكل محافظة أو منطقه تتميز بطابعها الخاص، مثل (المناجل الربداوي، لزهرة الترموس الرمثاويه، لبين إبرتين، خرز الكركي، للدق البلقاوي اللي فيه سلسلة والعفر وقرط المرجان والمناجيل للخلقة وثوب الجراش)، وعلى رغم وجود ماكينات حديثه للتطريز الا أن التطريز اليدوي له جمالية خاصة.

ومن جهتها قالت إن التطريز اليدوي على الرغم من أنه يستغرق وقتا أطول، إلا أنه أفضل من تطريز الماكينات الذي يمكنه إنتاج 30 إلى 40 ثوب وأكثر في الساعة الواحدة، لكن جودة التطريز اليدوي أفضل بكيثر، حيث يستغرق الثوب الواحد يدويا من شهر إلى شهر ونصف -على الأقل- بحسب كمية التطريز الموجودة فيه، والتطريز اليدوي يمر بمراحل عده، أولا يتم قص القماش ومن ثم تأتي مرحلة الحبكة وبعدها مرحلة التطريز والتشطيب.

وقالت عربيات إنهم استحدثوا الشماغات والأثواب، أي أنهم أدخلوا عليها لمسات حديثه مع المحافظة على الطابع التراثي مثل، "السكارفات" التي توضع على الكتف، وبالنسبة للتطريز تم إدخال الساتان بالإضافة إلى الالوان الزاهيه على الأثواب لتناسب الفتيات".

ولتوعية الجيل الجديد وتعريفة بالزي التراثي الأردني عملت عربيات، على العديد من عروض الأزياء التراثية والشرح للتمييز بين كل ثوب، وأقيمت العروض في المدارس والجامعات والمناسبات الوطنية.

وعن المعوقات قالت إنه لا يوجد دعم مادي لها وكل الندوات والدورات يتم من مجهودها الشخصي فقط، إلا في الدورات يقوم بيت خيرات السلط بتأمين الخيوط لكن المجهود الشخصي يكون مجاني.

ووجهت عربيات رسالة لكل النشامى والنشميات في المحافطة على هذا الموروث التاريخي، وتعليمه لأولادنا وبناتنا لأن موروثنا هو هويتنا.