رم - خلال افتتاحه ملتقى حول الاستدامة والتنمية الاقتصادية
عمان- أكد مراقب عام الشركات الدكتور وائل العرموطي، أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يدرك أن القيادة المؤسسية هي العنصر الأساسي في بناء اقتصادات قوية ومؤسسات متميزة قادرة على مواجهة تحديات الثورةِ الرقمية.
وقال خلال افتتاح صباح اليوم الاربعاء، الملتقى العربي الثامن (الاستدامة والتنمية الاقتصادية – دور القيادات في تحقيق التميز المؤسسي في ظل الثورة الرقمية)، أن القيادة القائمة على الابتكار والاستدامة في ظل التحول الرقمي المتسارع تصبح عاملا حاسما في تمكين المؤسسات من التكيف مع المستجدات وتحقيق التميز المؤسسي.
وأضاف خلال افتتاحه الملتقى مندوبا عن وزير الصناعة والتجارة والتموين يعرب القضاة، إن الأردن يؤمن بأن النجاح في تحقيق التنمية المستدامة يتطلب استثمارا حقيقيا في الموارد البشرية وتعزيزَ الابتكار ودعم المبادرات الريادية التي تسهمُ في بناء مستقبل اقتصادي متين.
وبين أن وزارةِ الصناعة والتجارة والتموين لا تزال تُطلق المبادرات التي تشجع على الاستثمار وتوفر بيئة محفزة للريادة والابتكار، وذلك لتحقيق الاستدامة وتحفيزَ النمو الاقتصادي من خلال دعمِ القطاعات الإنتاجية والتجارية، والتشاركية مع القطاع الخاص.
وأوضح أن التنمية الاقتصادية المستدامة هي حجر الزاوية لتحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي، وهي عملية تكاملية تتطلب تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص، مؤكدا أن الأردن حرص على تحقيقه من خلال مبادرات ومشاريع رائدة تجسد الشراكة الحقيقية بين مختلف الأطراف.
واشار الدكتور العرموطي إلى أن بوابة الخبراء العرب تجسد رؤية ريادية في جمع الخبراء والشركات العربية تحت سقف واحد، ما يتيح تبادل المعرفة والخبرات وتعزيز الشراكات الاقتصادية التي تصب في خدمة التنمية المستدامة.
يذكر أن الملتقى تنظمه على مدار يومين غرفة تجارة عمان وبالتعاون مع اتحاد المدربين العرب، للبحث واستكشاف كيفية توظيف التكنولوجيا الرقمية بتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التميز المؤسسي.
ويهدف الملتقى لمناقشة أحدث الابتكارات التكنولوجية، ودراسة تأثيرها على الاستدامة والنمو الاقتصادي، مع التركيز على الاستراتيجيات القيادية التي تُمكن المؤسسات من التفوق في بيئة عمل تتسم بالتغير السريع.
ويشتمل الملتقى الذي عقد في غرفة تجارة عمان، جلسات علمية ونقاشية، تتناول محور التكنولوجيا والابتكار كركائز للاستدامة والتنمية الإقتصادية، ومحور التدريب كأداة للتطوير المؤسسي، ومحور جوائز التميز المؤسسي واستراتيجيات القيادة.
بدوره، أكد رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق سعي تجارة عمان الى تحقيق إنجازات متنوعة في مجال الاستدامة والتنمية الاقتصادية وتحقيق التميز المؤسسي في ظل الثورة الرقمية.
واشار الى اتخاذ عدة خطوات نحو التحول الرقمي تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة نحو تعزيز وتحسين نوعية الخدمات لأعضاء الغرفة لتنمية قدراتهم التنافسية والتوسع المستدام للمساهمة في التنمية الاقتصادية.
ولفت الى ضرورة الاستفادة من استخدام الأساليب والتقنيات الحديثة وخصوصا في تجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية والخدمات الاستشارية، مؤكدا ان العمل جارٍ على تطوير تشريع لتنظيم هذه التجارة، وبما يساعد على استغلال الفرص الموجودة فيها، مما يعزز الانتاجية وفتح أسواق جديدة وزيادة التبادل التجاري بين البلدان العربية.
واشار الحاج توفيق الى تطوير منصة نقاشية للاطلاع على اراء التجار ورواد الاعمال والباحثين والمتخصصين في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتكنولوجية تشكل إضافة نوعية لدعم المشاركة المجتمعية في صناعة القرار، وتسهيل وصولها إلى صانعي القرار في الوقت المناسب لتمكينهم من وضع الخطط والسياسات المناسبة واتخاذ القرار السليم واستشراف افاق المستقبل ببناء خطط تنموية مستدامة وفقاً للأولويات الوطنية.
من جانبه، قال رئيس اتحاد المدربين العرب الدكتور يونس خطايبة أن التحديات الكبيرة التي المنطقة العربية تحتم على دولها ضرورة تعزيز الابتكارِ والتطويرِ لتحقيقِ الاستدامةِ، وبناءِ اقتصاداتٍ متينةٍ تتكاملُ مع التطوراتِ التكنولوجيةِ المتسارعة.
وأضاف أن الاتحاد يدرك وإذ أنَّ التميُّزَ المؤسسيَّ ليسَ خياراً، بل ضرورةٌ ملحَّةٌ، والقياداتِ الحكيمةَ هي العمودُ الفقريُّ لهذا المسار، مؤكدا أن الاتحاد الذي يُمثِّلُ بيتَ الخبرةِ العربيِّ في التدريبِ والتنميةِ، يضعُ اليومَ لبنةً جديدةً في مسيرةِ تمكينِ الكفاءاتِ وبناءِ القدرات.
وأوضح أن إطلاقِ بوابةِ الخبراءِ العرب، سيفتحُ آفاقا رحبةً لتبادلِ المعرفةِ وتعزيزِ التكاملِ بينَ العقولِ العربيةِ، في سبيلِ دعمِ الاستدامةِ وتعزيزِ التنميةِ الاقتصاديةِ في منطقتِنا.
وبين أن بوابةِ الخبراءِ العرب تجمعُ تحت سقفٍ واحدٍ الشركاتَ العربيةَ والخبراءَ، لتكونَ منصةً تكامليةً تُسهِمُ في تبادلِ المعرفةِ وتوظيفِ الكفاءاتِ للنهوضِ بالتنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ في منطقتِنا.
واشار الدكتور خطايبة إلى إنَّ الثورةَ الرقميةَ لم تعُد مجردَ اختيارٍ، بل أصبحت واقعاً يُعيدُ تشكيلَ مفاهيمِ العملِ والإدارةِ والتنمية، لذلك يأتي دور في الاتحادِ في تعزيزِ مهاراتِ القياداتِ، وتحفيزِ الإبداعِ، وغرسِ قيمِ التميُّزِ والابتكارِ بما يتلاءمُ مع متطلباتِ المستقبلِ.
يذكر أن اتحاد المدربين العرب الذي تأسس عام 2012، الذي يتخذ من عمان مقرا له، يعتبر أحد الاتحادات العربية النوعية المتخصصة العاملة في نطاق مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية، ليكون مظلة تعمل على تأصيل مهنة التدريب في الوطن العربي.
من جهته، اشار المدير العام للمعهد العربي للتخطيط الدكتور عبدالله الشامي أن الملتقى ياتي في وقت تشهد فيه المؤسسات العربية العربية تغييرات جذرية بفعل التحولات الرقمية المتسارعة، والتي فرضت ضرورة مواكبة العصر بمرونة وكفاءة، وتطوير قدرات قيادية قادرة على تحقيق التميز المؤسسي في ظل التحديات والفرص التي يفرضها العصر الرقمي.
وقال في كلمته التي القاها "عبر الفيديو" أن المعهد العربي للتخطيط الذي تأسس قبل 50 عاما، كان له دورا محوريا في إعداد وتأهيل القيادات العربية، وبناء منظومة تدريبية شاملة تعتمد على أحدث الممارسات العالمية، وبما يتوافق مع خصوصيات المجتمعات العربية.
وأضاف أن القيادة رؤية استراتيجية تمكن القائد من تحويل التحديات إلى فرص حقيقية للتطوير والنمو، مبينا ان برامج المعهد التدريبية تهدف لتعزيز قدرات القيادات في التعامل مع الأدوات الرقمية والتقنيات الحديثة، وتطوير استراتيجيات مبتكرة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وأعلن الشامي خلال الملتقى إطلاق "منصة الخبراء العرب" بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الكفاءات العربية تحت سقف واحد، وتعنى بجمع الخبرات المتخصصة بمختلف المجالات المهنية والتقنية.
وحسب الشامي تقدم المنصة فرصا استثنائية للخبراء والفاعلين التنمويين للتواصل والعمل المشترك في بيئة احترافية تعتمد أعلى معايير الجودة، وتسهم في بناء شبكة قوية من العلاقات التي تدعم المشاريع والمبادرات المشتركة.
واشار الشامي إلى أن المنصة تتيح الحصول على شهادات معتمدة من مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، بالإضافة لجوائز التميز العربي للأعمال ما يعزز من قيمة الاعتراف بالنمو المهني ويرفع من مستوى التنافسية.