رم - بلال حسن التل
رغم عمق العلاقة التي تربطني بدولة السيد فيصل الفايز وطول فترتها، والتي انتصرت على كل المقالب التي تخللتها، وبالرغم من ان الحديث بيننا يكون في العادة صريحا لا دبلوماسيات فيه، لكنني في اخر مرة التقيته فيها حاولت ان اتحدث بدبلوماسية، وبمواربة، لأنني كنت اتحدث عن تباشير خير ونجاح لحكومة قائمة، هي حكومة الدكتور جعفر حسان، وهو حديث امام سياسي أردني و رئيس وزراء أسبق، فقد تعودنا من السياسين الاردنيين ان لايذكروا للحكومة القائمة حسنة واحدة، بل يسلطون الضوء على اخطائها ويستخدمون المجهر لتضخيم هذه الاخطاء، بل ويخترعون لها أخطاء، ويحولون حسناتها الى سيئات. فقد صارت الغيبة و النميمة سلاح معظم الذين يتعاطون السياسة في الاردن، في ظل غياب التنافس على اساس البرامج، وهو الخلل الذي تسعى منظومة التحديث السياسي لاصلاحه.
اعود للحديث عن لقائي بالسيد فيصل الفايز، فقد كانت المفاجئة في اندفاع دولته بالحديث عن ضرورة الإلتفاف حول الحكومة، وتقديم كل سبل الدعم لانجاحها في مهمتها، مع الثقة برئيسها. الذي هو محل ثقة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
اكثر من ذلك فقد اسهاب الفايز في تعداد مزايا حسان، والاسباب التي تدعو للحرص على إنجاح حكومته!.
حديث الفايز هذا عن حكومة حسان، يجب ان يشكل حالة تأسيسية في الحياة السياسية الاردنية، والعلاقات التي تحكم اطرافها، علاقه تؤمن بضرورة اعطاء اي حكومة جديدة فرصتها الكافية للعمل والإنجاز، في اجواء مريحة بعيدة عن التشنجات والأحكام المسبقة، القائمة في كثير من الأحيان على حسابات واهواء شخصية، فيها الكثير من الحسد، وتمني الفشل. وهي حالة مرضية تعاني منها حياتنا الساسية، لأسباب كثيرة منهاغياب الاحزاب التي تتنافس وتحاسب على اساس البرامج التي تملكها، فتسيطر الاطماع والاهواء الشخصية بما يسمم الأجواء العامة بالكثير من المغالطات والاشاعات بهدف التشويش على الحكومة القائمة وافشالها، ناسين او متناسين ان فشل اي حكومة هو خسارة للوطن جهدا ووقتا ومالا وتأخيرا في تحديثه وتطويره، من هنا تاتي اهمية موقف رئيس مجلس الاعيان من الحكومة القائمة وحرصة على نحاحها، ونتمنى ان يكون لهذا الحرص عدوى تنتشر بين متعاطي السياسة في بلدنا، وقبل ذلك تعاونا بين السلطات الدستورية كل وفق دورها الذي رسمه الدستور، فيحتكم الجميع إلى البرامج في تقيمهم لأداء الحكومة بعد اعطائها فرصتها الزمنية الكافية، فهذا اهم مدماك من مداميك التحديث السياسي في بلدنا.وهو مدماك مهم في بناء جبهتنا الداخلية، اهم حصوننا في مواجهة التهديدات التي تواجه بلدنا.