كلمة الشيشاني في مناقشة البيان الوزاري


رم -

كلمة النائب نبيل الشيشاني في جلسة مناقشة البيان الوزاري لرئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان : 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم.
تحية العز والفخار لثرى الأردن وأهله الأطهار أرض الحشد والرباط وبوابة التحرير (كما جاء في الحديث الشريف تقاتلون يهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه...)
وتحية الإكبار والإجلال لثرى فلسطين وغزة العزة وأبطال الجهاد والمقاومة صانعي مجد الأمة فكان طوفانهم ميلاد جديد لأمة التوحيد، إحياء لأشواق نصرٍ قادمٍ بالتأكيد، كسرٌ للقيود، بعثٌ لأمجاد حطين وأجنادين واليرموك من جديد.
سعادة الرئيس الزملاء المحترمين
عندما وُلّي الإمام العز بن عبد السلام الملقب (بسلطان العلماء) القضاء في مصر في زمن الملك الصالح نجم الدين أيوب حاكم مصر (وَيُعدّه المؤرخون من أحسن الملوك الأيوبيين) فأفتى الإمام (فتوى شرعية) بضرورة بيع الأمراء المماليك وأن تعود أثمانهم إلى بيت مال المسلمين، فأمره الملك الصالح أن يعدل عن فتواه إذ لم تعجبه تلك الفتوى التي تمس أمراءه المماليك، فأنكر الإمام تدخل السلطان في القضاء فجمع أمتعته على حماره وخرج بقصد الهجرة، فخرج معه الناس (الناس في القرون الأولى كانوا يحترمون العلماء ويؤثرون الآخرة وما عند الله تعالى على الدنيا وزينتها) فسارع مستشارو الملك ينصحونه (أنه إذا هاجر العباد لا يصلح المقام في البلاد) فخرج الملك الصالح يترضاه وطلب منه أن ينفذ حكم الشرع في المماليك، وقد فعل.
أسوق هذه الواقعة من التاريخ لندرك أهمية الشعوب.
فمن هو الشعب؟ الشعب هو منشئُ الوطن والدولة ومَنشأُها ومصدر السلطات فيها، قوته قوة للدولة وإضعافه إضعاف لها.
وما الوطن؟ وهل الوطن إلا موطن استقرار الشعب ومحط انتمائه وحصنه من أعدائه يفديه بالغالي والنفيس
ومن الملك أو الرئيس أو السلطان؟ هو لقبٌ يحمله شخصٌ رضي الشعب توليه الحكم والولاية عليه ليرعى شؤونهم وشؤون الوطن ويحمي سيادته وحدوده من الأعداء المتربصين به.
وما الحكومة؟ رئيس وزراء ووزراء تنفيذيون يُعِينُونَ من الملك أو الحاكم في إدارةِ شؤون الشعب ورعايتهم (والأصل أن ينتخبهم الشعب أو أن يعينهم الملك أو الحاكم ممن انتخبهم الشعب)
وكل الوزاراتِ والدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة المختلفة وأية مؤسسات تقوم على أرض الوطن تعمل جميعها لخدمة شؤون الشعب وحمايته ورعايته.
وتلكُم سعادة الرئيس والزملاء النواب المحترمين، هي وصفةُ العلاجِ الأمثلِ لحالنا الراهنِ ووضعنا الذي لا نحسد عليه، فليس ثمة إصلاح سياسي يمكن تحقيقه دون تحقيق هذه التعريفات في واقع الحياة السياسية شكلاً ومضموناً.

سعادة الرئيس الزملاء النواب الكرام
اليوم تطلب الحكومة ثقتكم، وتقدمت ببيانها بسقف توقعات عالٍ (منقطع النظير) وبمشاريع كبرى كالناقل الوطني للمياه وسكك حديدية تربط ميناء العقبة بمحيطها ومشاريع الطاقة المتجددة والخضراء ومشاريع التنقيب عن الغاز والنفط والثروات الطبيعية ومنتجع بيئي متكامل المرافق في مدينة جرش و إنشاء مستشفيات ومراكز صحية وتعين ما يزيد عن (1800) طبيب وممرض من مختلف التخصصات وبناء أكثر من (500) مدرسة للحد من الاكتظاظ و بناء مدينة جديدة على مقربة من العاصمة عمان و غيرها مما لا يتسع المقام لذكره من المشاريع التي لا تقوى عليها دولٌ خليجية، فكيف بدولة بلغت مديونيتها حتى نهاية شَهرِ آب/8/2024 المنصرم لتصل إلى (43.345) مليار دينار.
وإذا يمَّمنا شطر تقارير ديوان المحاسبة فيها أو قُل مجلدات الفساد التي تكشفها هذه التقارير، فأنت لا تعرف من أين تبدأ وأين تنتهي وتفجعك العبارة التي تختم كل شبهة فساد أو قل واقعة فساد في كل وزارة أو دائرة حكومية (لم يرد ما يفيد بالتصويب وما زال الموضوع قيد المتابعة)
ويبقى الموضوع قيد المتابعة والتسويف حتى تتدخل الواسطات لتبرّأ المتجاوزين أو يصدر في حقهم عفوٌ عام، أو لحين فرارهم من وجه العدالةِ كما فرت مختلسة المليون (1.62) مليون دينار المحاسبة في دائرة الآثار.
وخير شاهد على الإنفاق الحكومي المجحف فيها هو رواتب (أو قل تنفيعات) موظفي ومديري الهيئات المستقلة الخيالية والمخصصة لتوظيف أبناء رؤساء الوزراء والوزراء والسفراء وكبار المسؤولين.
والمقام لا يتسع لسرد وقائع خلل مشابهة، إذ يتطلب ذلك ساعاتٍ طويلة.
وفي ردي على خطاب طلب الثقة لحكومة دولة هاني الملقي في العام 2016 قلتُ حينها متسائلاً: هل ستنجح حكومتكم في تجاوز كل هذا التراجع والتعثر الاقتصادي والإداري والمالي؟ وأجبت حينها على سؤالي بنفسي، لا أعتقد ذلك، وقد صدق حدسي فيه، وأسألك دولة الرئيس جعفر حسان اليوم من خلال الرئاسة هل ستنجح حكومتكم في ذلك؟، واجيبك أيضاً بنفسي، لا أعتقد ذلك بحال، كما لم ينجح من سبقك في هذا الموقع ممن تم تكليفهم من داخل الصندوق ومن طيف واحد، فهل سيصدق حدسي فيك؟ الله أعلم.
لا أدري لماذا لا نفكر خارج الصندوق، حيث أن خبراء التخطيط الاستراتيجيِّ دائماً يوصون بأن التفكير خارج الصندوق، والأفكار التي تأتي من خارجه يحالفها النجاح غالباً.
فمثلاً، ماذا لو تم تكليف القامة الوطنية والخبير الاقتصادي والإداري (معالي الدكتور عبد الله العكايلة) برئاسة الوزراء وأعطي قدراً كافياً من الصلاحيات، أجزم وكلي ثقةٌ بأنه مع فريقه الوزاريِّ الذي سيختاره سينشل الأردنَّ من أزمته في كافة المجالاتِ في بضع سنين.
وهل خرجت ماليزيا واندونيسيا وتركيا وغيرها من الدول من أزمتها إلاّ بوصول من حقق تقدمها وازدهارها إلى مواقع المسؤولية (من خارج الصندوق).
سعادة الرئيس النواب المحترمين
ختاماً وفيما يتعلق بهموم محافظتي محافظة الزرقاء الحبيبة فقد اجتمع نواب محافظة الزرقاء، وأجمعوا على ضرورة أن تحقق الموازنة القادمة مطالب محافظة الزرقاء وبشكل أساسي ما يتعلق بقطاعي الصحة والتعليم وقد قدمنا ورقة منفصلة بهذه المطالب موقعة من نواب المحافظة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النائب الدكتور نبيل الشيشاني




عدد المشاهدات : (5411)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :