رم - رغم أن كتاب "لا تقل إنني لم أحذرك" للكاتب الروائي الأمريكي الشهير تشاك بولانيك هو في الأساس "دليل للكتابة الإبداعية" يهتم بتقديم نصائح للمبتدئين، فإنه يتضمن مفاجأة من العيار الثقيل، وهو أن المؤلف ينصح كل أديب شاب من البداية بأن يتجنب طريق الأدب ويبحث لنفسه عن مجال آخر غير كتابة الرواية والقصة القصيرة.
"يا ولد عد إلى البيت!"، بهذه النصيحة غير المتوقعة يصدم المؤلف العالمي صاحب الرواية الأشهر "نادي القتال"، القارىء في مقدمة الكتاب الذي صدرت ترجمته بقلم محمد الدخاخني عند دار "الكرمة" بالقاهرة.
ويبرر الكاتب نصيحته الصادمة بأن هذا ليس زمن الإبداع أو السرد الجميل الفارق، وإنما زمن القراصنة الذين سوف يسطون على أعمالك وهي مكتوبة بصيغة "البي دي إف" وينشرونها لمن يدفع أكثر كرواية إلكترونية.
كما يؤكد أن الثقافة بشكل عام في وضع مؤسف ولم يعد الكتاب إجمالًا مَصدرًا للمعرفة، فالجميع ينساق وراء مشاهدة الأفلام وتضييع اليوم في ألعاب الكمبيوتر، وبالتالي عندما ينصح المؤلف الشاب بأن يعود إلى البيت لا يقصد الإحباط، بقدر ما يقصد وضع الحقائق على الطاولة وترك حرية الاختيار للكاتب الشاب بعد ذلك.
أما إذا كان الأديب الشاب عنيدًا، معجونًا بالموهبة، ولديه إصرار شديد على أن يكمل طريق الكتابة رغم كل تلك التحذيرات، فإن المؤلف يخبره بالنصيحة الأهم وهي أن يعتبر نفسه كأديب في مهنة تشبه مهنة منسق الأغاني.
ويؤكد عليه أن يتعامل مع النص باعتباره مقطوعة موسيقية سوف يرقص القراء على أنغامها، وبالتالي كلما زادت تفاصيل الحدث تشويقًا وإقناعًا ومصداقية، طالت الرقصة التي يؤديها القارىء أو ضيف الحفل على أنغام تلك المقطوعة.
وصدرت لتشاك بولانيك رواية "نادي القتال" عام 1996 وتتناول قصّة غريبة لشاب يُعاني الأرق فيبحث عن مختلف الطرق ليستطيع النوم، فيجد ضالته في حضور جلسات العلاج النفسيّ الجماعيّ، وهناك يتعرف على صديق جديد ويقرران معًا أن يؤسسا ناديًا للقتال.
وبعد ثلاثة أعوام على صدورها، تم تحويل الرواية إلى فيلم شهير يَحملُ الاسم ذاته، لعب بطولته كلٌّ من براد بيت وإدوارد نورتون ،إخراج ديفيد فينشر.