رم - تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الأربعاء، عن الإنفلونزا، أو ما يُعرف أيضًا بـ"النزلة الوافدة"، وهي عدوى تنفسية مُعدية تسببها فيروسات الإنفلونزا التي تصيب الأنف والحلق وأحيانًا الرئتين.
وتوضح نشرة المعهد أعراض الإنفلونزا، وفترة العدوى وبداية ظهور أعراضها، وكيفية انتقالها، ومضاعفاتها، والفئات الأكثر عرضة لخطر مضاعفاتها، إضافة إلى بيان طرق الوقاية، والعلاج وإدارة المرض.
تُعد الإنفلونزا مرضًا شائعًا ولكنه قد يتسبب في مشكلات صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب، حيث تتراوح أعراضه بين الخفيفة والشديدة، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة.
ما هي الإنفلونزا؟
تنجم الإنفلونزا عن فيروسات تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر عن طريق الهواء أو لمس الأسطح الملوثة. تحدث هذه العدوى بشكل موسمي، وعادةً ما تكون أكثر انتشاراً خلال فصلي الخريف والشتاء. يوصي الخبراء بتلقي اللقاح السنوي كوسيلة فعالة للوقاية من الإصابة بالمرض أو تقليل حدته في حالة الإصابة.
أعراض الإنفلونزا:
تظهر أعراض الإنفلونزا غالبًا بشكل مفاجئ، وتشمل:
1. الحمى أو الشعور بالقشعريرة.
2. السعال الذي قد يكون جافًا أو مصحوبًا ببلغم.
3. التهاب الحلق.
4. سيلان أو انسداد الأنف.
5. آلام في العضلات.
6. الصداع.
7. الشعور بالإرهاق والتعب العام.
8. في بعض الحالات، وخاصة لدى الأطفال، قد تظهر أعراض مثل القيء والإسهال.
من المهم ملاحظة أن ليس كل من يُصاب بالإنفلونزا يعاني من الحمى، لذلك لا يُعتبر غيابها مؤشرًا على عدم الإصابة.
فترة العدوى وبداية ظهور الأعراض:
تبدأ الأعراض عادةً في غضون يوم إلى أربعة أيام بعد الإصابة بالفيروس. ومع ذلك، يمكن للمصاب أن ينقل العدوى للآخرين قبل ظهور الأعراض عليه.
- يكون المصابون بالإنفلونزا أكثر قدرة على نشر العدوى خلال الأيام الثلاثة الأولى من مرضهم.
- يمكن لبعض الأفراد، خاصة الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أن يستمروا بنشر العدوى لفترات أطول.
الفئات الأكثر عرضة لخطر مضاعفات الإنفلونزا:
يمكن أن تؤثر الإنفلونزا على أي شخص، بما في ذلك الأفراد الأصحاء. ولكن هناك فئات معينة تكون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة، وتشمل:
1. كبار السن: الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
2. الأطفال: خصوصًا الأطفال دون سن الخامسة.
3. النساء الحوامل: حيث يُعتبر الحمل من العوامل التي تُضعف المناعة بشكل مؤقت.
4. الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة: مثل الربو، السكري، أمراض القلب، أو أمراض الرئة.
5. الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة: حيث يُعتبر مؤشر كتلة الجسم (BMI) البالغ 40 أو أكثر عامل خطر إضافيًا.
كيفية انتقال الإنفلونزا:
تنتقل فيروسات الإنفلونزا بشكل رئيسي عن طريق الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس أو حتى الكلام من قبل الأشخاص المصابين.
- يمكن أن يصل هذا الرذاذ إلى الأنف أو الفم أو العيون للأشخاص القريبين.
- في حالات نادرة، قد تحدث العدوى عن طريق لمس أسطح ملوثة بالفيروس ثم لمس الوجه (الفم أو الأنف أو العيون).
من هنا تأتي أهمية النظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي في تقليل انتقال العدوى.
مضاعفات الإنفلونزا:
على الرغم من أن معظم الأشخاص يتعافون من الإنفلونزا خلال أسبوع إلى أسبوعين، إلا أن بعضهم قد يواجه مضاعفات خطيرة، مثل:
- التهاب الرئة (Pneumonia): وهو أحد أكثر المضاعفات شيوعًا.
- التهاب الأذن.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- تفاقم الأمراض المزمنة: مثل أمراض القلب أو الربو.
تظهر هذه المضاعفات بشكل أكبر لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر.
طرق الوقاية من الإنفلونزا:
1 - التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا:
يُعتبر التطعيم الخطوة الأولى والأكثر أهمية للوقاية من الإنفلونزا.
- أظهرت الدراسات أن اللقاح يقلل من خطر الإصابة بالإنفلونزا بنسبة تصل إلى 60% في السنوات التي يتطابق فيها اللقاح مع الفيروسات المنتشرة.
- يقلل اللقاح أيضًا من حدة المرض واحتمالية الدخول إلى المستشفى في حالة الإصابة.
2- اتباع تدابير الوقاية اليومية:
إلى جانب التطعيم، يوصي الخبراء باتباع العادات الصحية التالية:
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
- استخدام المعقمات الكحولية في حالة عدم توفر الماء والصابون.
- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس بمنديل أو الجزء الداخلي من الكوع.
- تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المرضى.
- تنظيف الأسطح بشكل دوري باستخدام المطهرات.
3 - التغذية والنوم الجيد:
- تقوية جهاز المناعة من خلال التغذية الصحية المتوازنة.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم لتعزيز قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
4 - التهوية الجيدة:
تحسين جودة الهواء في الأماكن المغلقة عن طريق التهوية الجيدة واستخدام أجهزة تنقية الهواء.
العلاج وإدارة المرض:
إذا أُصيب الشخص بالإنفلونزا، يُنصح بالتالي:
1. الراحة التامة: إعطاء الجسم فرصة للتعافي.
2. شرب السوائل بوفرة: لتعويض فقدان السوائل ومنع الجفاف.
3. استخدام الأدوية: مثل خافضات الحرارة ومسكنات الألم لتخفيف الأعراض.
4. الاستشارة الطبية: خصوصًا في حالة الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات