رم - بلال حسن التل
بات واضحا لكل مراقب منصف ان دولة الدكتور جعفر حسان يحفر لنفسة مكانة خاصة وايجابية في سجل رؤساء الوزراء الاردنيين، ومن ثم في ذاكرة الاردنيين ووجدانهم، وان لا يكون مجرد عابر على الموقع دون ان يترك فيه اثرا ايجابيا، ان ظل سائرا على النهج الذي اختطه لنفسه، منذ ان تولى موقعه رئيسا للوزراء، لذلك فعلى كل المخلصين لهذا البلد، ان يكونوا عونا للرجل ليثبت على نهجه.وان يقدموا له النصيحة والمشورة المخلصة.
اول ملامح نهج الرجل، استثماره الايجابي للوقت وكأنه في سباق مع الزمن، حيث تقول المعلومات انه يصل الى مكتبه في ساعة مبكرة، وقبل ساعة الدوام الرسمي لسائر موظفي الدولة، ويغادر مكتبه في ساعة متأخرة من الليل.
ثاني ملمح في سلوك الرجل، انه ليس شلليا فليس لديه شللة يحاول تنفيعها، مما يعني ان بلدنا قد يشفى على يديه من داء الشللية، التي طالما نخرت باحهزتنا الادارية وغير الادارية، وكانت سببا في احساس الناس بالظلم ، وسببا في اهتزاز ثقتهم بالحكومة واجهزتها.
ومثلما ان حسان تحرر من ضغوط الشلة، فمن الواضح انه متحرر ايضا من ضغوط الجهوية، مدركا انه رئيس وزراء كل الاردن، وليس لاقليم أو محافظة بعينها، وقد اثبت ذلك حتى الان من خلال جولاته الميدانية، فهو تارة في اقصى الشمال، وأخرى في جرف الدراويش في الجنوب وثالثة في غورالصافي او دير علا،في الوسط، ومن الملاحظ ان دولته يختار المناطق الاقل حظا والأكثر حاجة للعمل، والتي من النادر ان يزورها مسؤول من الصف الثالث فما باك برئيس وزراء.
وجولات الرئيس جعفر حسان ليست جولات بروتكولية تهدف إلى الاستعراص، بدليل انه تجري متابعتها وينشر على موقع رئاسة الوزراء ماذا تم مما وعد به الرئيس لهذه المناطق، ناهيك عن المتابعة الحثيثة لتنفيذ قرارات اجتماعات مجلس الوزراء التي تعقد في المحافظات، مما لم يعتاد عليه الاردنيون منذ زمن.
يضاف الى ذلك انه اكد على الوزراء هذا الاسبوع، واثناء اجتماع لمجلس الوزراء ان عليهم، التدخل المباشر لمتابعة تفاصيل العمل في وزاراتهم والدوائر التابعة لها،ومعرفة مدى تقيد كل موظف بانجاز مهام وزارته، وبهذا فان رئيس الوزراء يضع البلاد على الطريق الصحيحة لمعالجة الترهل الاداري وتباطؤ الانجاز، ويحيي مبدا مهما ادى غيابه الى توالد الكثير من المشاكل التي نعاني منها، ذلك هو مبدا الثواب والعقاب، المبني على المتابعة، وفي ذلك تحقيق للعدالة.وهو سلوك يعكس حانبا مهما في شخصية الرجل، هو جانب الجدية والحزم.
كل ماسلف يدل على ان الرجل يؤمن بالعمل الميداني،وان الميدان هو ساحة العمل الرئيسية، لذلك فان الرجل لايتوارى عن الانظار،عند وقع ازمة اومشكلة او كارثة، لكنه يصل الى موقع الحدث واخر ذلك تواجده مع المصابين في حريق دار المسنين، فالرجل يؤمن بالتواجد بين الناس، والتفاعل مع المواطنين، على عكس الصورة التي رسمها البعض له بانه رجل نخبة! .وهذا لايعني ان الرجل غير منفتح على التيارات السياسية على مختلف توجهاتها، وكذلك حاله مع النقابات المهنية والعمالية.
اما تصوراته لحل مشكلتنا الاقتصادية، فلدى الرجل خططه لحل مشكلات القطاع الخاص، ولرفع سوية الانتاج، خاصة في مجالات الاغذية والصناعات الغذائية، وقد يقدم دولته على توزيع اراضي على الشباب بشرط استثمارها خاصة في مجال الزراعة.وضمن ضوابط تحقق اهداف الرؤية الاقتصادية.
خلاصة القول : اننا أمام تجربة جديدة لرئيس وزراء يسعى الى الانجاز، وعلينا ان نكون عونا له، لأن نجاحه نجاح لبلدنا.