الأسباب الرئيسية لنتائج ريال مدريد السيئة هذا الموسم


رم -

ريال مدريد، النادي الذي اعتاد على كتابة التاريخ وحصد البطولات، يمر بموسم غير معتاد مليء بالتحديات. تراجع الأداء، الإصابات المتكررة، والخيارات التكتيكية المثيرة للجدل أثارت قلق الجماهير. كيف تحوّل الفريق من قاهر للخصوم إلى نادٍ يعاني للظفر بالنقاط؟ في هذا المقال، سنكشف الأسباب الحقيقية وراء التراجع الملحوظ ونبحث في العوامل التي أثرت على أداء الفريق داخل وخارج الملعب، مع تسليط الضوء على الحلول الممكنة للعودة إلى القمة.

الإصابات.. ضربة قاضية

الإصابات كانت واحدة من أكبر العوامل المؤثرة على نتائج الفريق. اللاعبون الأساسيون مثل تيبو كورتوا وإيدر ميليتاو غابوا لفترات طويلة بسبب إصابات خطيرة. هذا أثر بشكل مباشر على الأداء الدفاعي للفريق. وفقًا لموقع Transfermarkt، ريال مدريد تعرض هذا الموسم لأكثر من 20 إصابة بين لاعبيه الأساسيين.

الإصابات ليست جديدة في كرة القدم، ولكن بالنسبة لريال مدريد، فقد تسببت في خلل واضح في توازن الفريق. كما قال زين الدين زيدان سابقًا: "الفريق الأقوى هو الذي يتجاوز الإصابات". ولكن يبدو أن الحظ لم يكن إلى جانبهم هذه المرة.

الأسماء الكبيرة خارج الخدمة

من أبرز اللاعبين الذين غابوا لفترات طويلة:

  • تيبو كورتوا: إصابة خطيرة في الركبة أبعدته عن معظم الموسم، مما أضعف خط الدفاع.
  • إيدر ميليتاو: قلب الدفاع الأساسي غاب بسبب إصابة في الرباط الصليبي، وهو ما جعل الدفاع هشًا.
  • فينيسيوس جونيور: الإصابة العضلية في بداية الموسم أثرت على الأداء الهجومي للفريق.
  • أرناوت دانجوما: الوافد الجديد الذي كان يُنتظر منه تقديم حلول هجومية، لكنه غاب عن الملاعب لفترات طويلة.

تأثير الإصابات على الأداء

تسبب غياب هؤلاء اللاعبين في اضطرار المدرب كارلو أنشيلوتي إلى إجراء تغييرات مستمرة في التشكيلة، مما أثر على استقرار الفريق وتناسقه. وكما قال المدرب الأسطوري أليكس فيرغسون: "الاستمرارية هي مفتاح النجاح في كرة القدم". عدم استقرار التشكيلة جعل ريال مدريد يعاني في تحقيق النتائج المرجوة.

خطط تكتيكية غير فعالة

بعض النقاد يشيرون إلى أن المدرب كارلو أنشيلوتي قد يكون جزءًا من المشكلة. بالرغم من خبرته الكبيرة، إلا أن خياراته التكتيكية أحيانًا تبدو غير مناسبة لمواجهة الفرق المنافسة. اللعب بأسلوب يعتمد على الاستحواذ المطلق على الكرة لم يكن دائمًا الحل الأفضل، خاصة ضد الفرق التي تعتمد على الهجمات المرتدة السريعة.

يقول المدرب السابق بيب غوارديولا: "التكتيك هو ما يجعل الفريق ناجحًا أو فاشلًا". ريال مدريد يعاني في تنفيذ خطط واضحة تناسب إمكانيات لاعبيه. يبدو أن الفريق بحاجة إلى تعديلات تكتيكية تعيد له بريقه.

أخطاء تكتيكية متكررة
  • اللعب بدون مهاجم صريح: غياب مهاجم هداف منذ رحيل كريم بنزيما جعل الفريق يفتقر إلى اللمسة التهديفية الحاسمة.
  • عدم تنويع الخطط: الاعتماد على طريقة لعب واحدة جعل الفريق مكشوفًا أمام الفرق القوية التي تعرف كيفية إغلاق المساحات.
  • غياب الضغط العالي: ريال مدريد لم يكن قويًا في الضغط على الخصوم، مما أعطى المنافسين فرصة للعب بحرية وبناء الهجمات.
الأمثلة على الفشل التكتيكي

في مباراة الكلاسيكو الأخيرة ضد برشلونة، ظهر الفريق عاجزًا عن صناعة الفرص وتسجيل الأهداف، رغم الاستحواذ على الكرة بنسبة تجاوزت 60%. وفقًا لإحصاءات Opta، فإن ريال مدريد سدد فقط 4 كرات على المرمى طوال المباراة، وهو رقم ضعيف جدًا لفريق بهذا الحجم.

صفقات لم تحقق التأثير المتوقع

في بداية الموسم، قام ريال مدريد بعدة تعاقدات، لكن بعضها لم يكن بالمستوى المطلوب. رغم التعاقد مع لاعبين موهوبين مثل جود بيلينغهام، إلا أن الاعتماد المفرط عليه كلاعب وسط هجومي رئيسي كان عبئًا كبيرًا على الشاب الإنجليزي. مع رحيل كريم بنزيما، غاب الفريق عن وجود قائد هجومي يمكنه تحويل الفرص إلى أهداف.

من المهم الإشارة إلى أن سوق الانتقالات دائمًا ما يكون معقدًا. ريال مدريد كان بحاجة إلى مهاجم صريح لتعويض بنزيما، لكنهم لم ينجحوا في ذلك. مع اقتراب عام 2025 ومع الاهتمام الكبير بالمراهنات الرياضية وتحليل المباريات، يمكن للمهتمين بالرهان على المباريات زيارة مواقع متخصصة مثل mightytips.tv التي تقدم أفضل الخيارات لعشاق الرياضة.

الأرقام لا تكذب

الإحصائيات تكشف الكثير عن تراجع مستوى ريال مدريد هذا الموسم. الأرقام التي أظهرتها مباريات الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا لم تكن في صالح الفريق، حيث بدا واضحًا أن الأداء الهجومي والدفاعي في تراجع مستمر.

إحصائيات تثير القلق

  • عدد الأهداف المسجلة: سجل ريال مدريد 25 هدفًا فقط في أول 15 مباراة بالدوري، بمعدل 1.6 هدف في المباراة، مقارنة بـ 2.3 في الموسم السابق.
  • الأهداف المستقبلة: استقبلت شباك الفريق 18 هدفًا، مما يعكس تراجعًا في الأداء الدفاعي.
  • معدل التسديد على المرمى: وفقًا لموقع WhoScored، انخفض معدل التسديد الناجح إلى 45% فقط، وهو من أقل المعدلات بين فرق المقدمة.

مقارنة مع المواسم السابقة

مقارنة بأرقام المواسم السابقة، يظهر التراجع بوضوح. في موسم 2022/2023، فاز ريال مدريد في 75% من مبارياته في الدوري، بينما هذا الموسم لم يتجاوز نسبة الفوز 55% حتى الآن.

أرقام إيجابية رغم التراجع

  • جود بيلينغهام: سجل 10 أهداف وصنع 5 تمريرات حاسمة في أول 12 مباراة له، مما يجعله النجم الأكثر تألقًا في الفريق.
  • نسبة الاستحواذ: لا يزال ريال مدريد يحتفظ بنسبة استحواذ تصل إلى 60% في معظم المباريات، لكنه يفتقر إلى الحسم في الثلث الأخير من الملعب.

كيف يمكنهم تحسين الوضع؟

لتحسين الوضع الحالي، يجب على ريال مدريد تبني استراتيجية شاملة تشمل عدة جوانب مهمة. البداية تكون بتعزيز التشكيلة خلال فترة الانتقالات، خصوصًا في مراكز الدفاع والهجوم التي تعاني من نقص واضح. كما ينبغي إعادة النظر في النهج التكتيكي للمدرب، مع التركيز على خطط أكثر مرونة تتناسب مع إمكانيات اللاعبين المتاحين وتتنوع حسب الخصم.

من الضروري أيضًا تحسين الجوانب البدنية للاعبين لتقليل الإصابات المتكررة، وهو ما يتطلب تعزيز الجهاز الطبي وتطوير برامج التدريب. تعزيز الروح القتالية داخل الفريق يعد أمرًا لا يقل أهمية، إذ يتعين على القادة داخل الملعب وخارجه تحفيز اللاعبين لاستعادة الحماس والالتزام.

أخيرًا، يجب أن تحظى إدارة النادي بدور أكثر نشاطًا في دعم الجهاز الفني وتوفير الاستقرار النفسي للاعبين، ما سيعكس إيجابًا على أدائهم في المباريات ويعيد ريال مدريد إلى منصات التتويج.

ما هو الحل؟

ريال مدريد لديه القدرة على العودة، ولكن ذلك يعتمد على مدى استعداد الإدارة والجهاز الفني الأول لاتخاذ قرارات حاسمة. كما يقول بارني ديك Barney Dick، الذي كتب عن أداء الأندية الكبرى: "كل فريق يمر بفترة تراجع، لكن العظمة تظهر في كيفية الخروج منها". ربما ريال مدريد يحتاج فقط إلى بعض التعديلات ليعود بقوة. ريال مدريد سيظل واحدًا من أكبر الأندية في العالم، ولكن للحفاظ على هذه المكانة، يجب عليهم معالجة الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع. الجماهير تنتظر بفارغ الصبر رؤية فريقها يعود للانتصارات مرة أخرى.

 




عدد المشاهدات : (4550)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :