الصبيحي يكتب: بيت الضيافة العربي "دار الانصار"


رم - المحامي محمد الصبيحي


أكتب لكم عن مفارقة تاريخية مدهشة تستحق التأمل ربما هي حجر الزاوية في المسار التاريخي الحديث لأقطار هذه المنطقة .

ذلك هو الاردن، الاسم نفسه لم يتغير منذ آلاف السنين ، أما في التاريخ الحديث فقد كان وما يزال بيت الضيافة العربي الأصيل ولن يتغير فحيثما يقع ظلم في مكان ما تجد الصدر الأردني الآمن .

في الأعوام ١٨٨٨ الى ١٩٠٢ استقبل الاردن اشقاءه في الدين والانسانية (شيشان وشركس وداغستان )الراحلين من بطش قياصرة روسيا وكانت هذه الهجرة الاولى الى دار الانصار .

وفي الأعوام من ١٩٢٢ الى ١٩٣٠ استقبل الاردن أشقاءه السوريين الذي غادروا الشام بسبب بطش المستعمر الفرنسي وكانت هذه هي الهجرة الثانية الى دار الانصار .

في العام ١٩٤٨ حدثت النكبة الفلسطينية فاستقبل الاردنيون اخوتهم الفلسطينيين وكانت هذه هي الهجرة الثالثة الى بيت الانصار .

في العام ١٩٧٥ بدات الحرب الاهلية اللبنانية فاستقبل بيت الانصار الاردني الاشقاء اللبنانيين وكانت هذه هي الهجرة الرابعة .

١٩٩٠ اجتياح الجيش العراقي للكويت فاستقبل الاردن خليطا من الاشقاء المهاجرين كويتيين ومصريين وفلسطينيين فكانت تلك هي الهجرة الخامسة الى بيت الانصار .

في الاعوام ٢٠٠٣ الى ٢٠٠٥ استقبل الاردن موجات من الاشقاء العراقيين الخارجين من بطش الاحتلال الامريكي للعراق والانتقام الطائفي الموجه من ايران فكانت تلك هي الهجرة السادسة الى دار الضيافة العربية.

٢٠٠١١ وما بعدها مئات الالاف من الاشقاء السوريين الهاربين من بطش نظام الاسد فكانت هذه هي الهجرة السابعة الى دار الانصار وما زالت مستمرة .

بين هذه وتلك كانت هناك هجرات محدودة من اليمن ومن ليبيا .

المفارقة المدهشة أن جميع الاشقاء المحيطون بالاردن لجأوا إليه من ( العراق ، سوريا ، لبنان ، فلسطين ) باستثناء السعودية نسأل الله أن يديم على اخوتنا السعوديين وعلينا نعمة الازدهار والاستقرار والأمن والمنعة .

الاستقرار السياسي والثبات الامني والعسكري وتماسك وصلابة النسيج الوطني الاردني جعل هذا البلد ثابتا من العام ١٨٨٨ الى اليوم والمستقبل إن شاء الله.

إن سر تماسك وصلابة النسيج الوطني الاردني يكمن أولا في تكوين وتناغم العشائر الاردنية الكبرى واستقرار النظام السياسي الملكي وغياب الطائفية والجهوية ثانيا ثم في الوعي القومي المبكر للاردنيين .

فطوبى للأنصار ،، الأردنيون الأخيار .



عدد المشاهدات : (8456)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :