رم - كريستين حنا نصر
عمّان ، المدينة الخالدة العريقة والمعروفة قديماً باسم ربة عمون أي عمّان القديمة ومنها جاء اسم عمّان الحديثة، عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية ، وستبقى على الدوام في القلب عنواناً شامخاً دائماً ، وهي اليوم وبكل استحقاق على قمة الحضارة الانسانية في قيم المحبة والعيش المشترك بين كامل مكوناتها وأعراقها وزوارها من كافة أنحاء العالم، فجميعهم مجتمعين في هذه العاصمة الحضارية عمّان، والتي تتميز بتطورها المستمر يوماً بعد يوم ، تطور شامل على المستوى الثقافي والاقتصادي والعمراني مما يجعلها تسير لتصبح عاصمة عالمية ، تتمتع بمواصفات عالمية سمتها التعايش والوئام الحضاري بين كل قاطنيها وسكانها.
وفي لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني بأهالي العاصمة عمّان بتاريخ 18 كانون الاول لعام 2024م، والبالغ الأهمية أكد جلالته على أهمية هذه العاصمة الاردنية القديمة بعراقتها وأهميتها التاريخية وأهلها وساكنيها، وهنا يؤكد الملك اعتزازه بلقاء أهل هذه العاصمة التي تمثل قلب الاردن النابض، فعمّان في القلب، وستبقى في القلب دوماً لدى كل أردني.
وفي لقاء جلالته وبحضور ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني، مع وجهاء وممثلين من أبناء محافظة العاصمة، حيث تمّ اللقاء في مكان تاريخي له رمزيته الوطنية وهو الديوان الملكي الهاشمي العامر دوماً، مؤكداً على أهمية المدينة واصالتها التي تجمع بين التاريخ والعراقة والحداثة والمعاصرة، لتبقى عمّان رمزاً للسلام والمحبة والوئام وكل من يزور هذه العاصمة يشهد بمدى جمالها، خاصة أنها مدينة أصيلة زاد من جمالها ساكنيها الذين يسعون دوماً الى تقدم ونمو هذه المدينة وعلى كافة المستويات ، كل ذلك بهدف أن تستمر عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية عمّان في التقدم والازدهار، هذا التقدم الذي يتطلع له جلالة الملك ويشجع وبتوجيهات سامية الجميع نحوه وليس في عمّان فحسب، بل تطور وتقدم لكافة محافظات المملكة الاردنية الهاشمية.
وهنا في هذا اللقاء المتميز أكد جلالة الملك بأنه يعتز بأن يكون متواجداً في هذه المناسبة التاريخية أي اليوبيل الفضي لحكم جلالته وتوليه سلطاته الدستورية، بين أهله في عمّان بعد زيارته الملكية لكامل أرجاء محافظات وبوادي الأردن، حيث أكد اثناء زيارته لكافة المحافظات بأن لهم جميعاً مكانة خاصة عند جلالته ، وان حب الاردن هو العنصر الاساسي الذي يجمعنا جميعاً في هذا البلد ، كما عبر جلالته عن تقديره وفخره واعتزازه بالشعب الاردني المتمثل بكل اردني واردنية، وهذا تأكيد من جلالته على العنصرين أي الرجل والمرأة وعطائهم المبذول في المساهمة في بناء المجتمع الاردني الواحد في سائر محافظات المملكة الاردنية الهاشمية .
ويبين جلالة الملك هنا في هذا اللقاء عن اعتزازه بأبناء الوطن الذين غمروه بكرمهم وأنه سوف يبقى دوماً على تواصل دائم مع شعبه الاردني في كافة المحافظات بعون الله، موضحاً جلالته للشعب بأنه وخلال حكمه السامي لمدة خمسة وعشرين عاماً للمملكة الاردنية الهاشمية كان ملحوظاً وملموساً للجميع تطور الاردن بكامل محافظاته في البناء والانجاز والنهضة، وبعون الله سيستمر العطاء الملكي في خدمة أبناء هذا الوطن الاردن على الدوام، وذلك بهمة الشعب الاردني الوفي المخلص لقيادته ووطنه، هذا الشعب الذي سيبقى على العهد ماضون يد واحدة تجتمع على الولاء لتطور هذا البلد .
مؤكداً جلالته على أهمية حماية الاستمرار والاخلاص في صون وحماية هذا الوطن حدوده ومقدراته، ويقصد جلالته بذلك الجيش الاردني الباسل والأجهزة والقوى الأمنية وجهودهم المتواصلة الساهرة على حفظ أمن الوطن والدفاع عن حدوده من شماله الى جنوبه وأيضاً من شرقه الى غربه ، الى جانب حرص الاردن في الدفاع عن قضايا الأمة على الدوام.
وهنا يبدو اضحاً اصرار جلالته وتأكيده على أن الأردن بخير وسيبقى دوماً بألف خير، وذلك بهمة الشعب ووقوفه بكل ولاء وانتماء خلف قيادته الهاشمية ، مؤكداً جلالته بأنه سيبقى على عهده مع الشعب، هذا العهد الهاشمي الاصيل الذي يتمسك به الاباء والاجداد من بني هاشم الأخيار.
وفي هذه المناسبة الغالية على كل أبناء الاردن أكد محافظ العاصمة ياسر العدوان، فخر الاردنيين جميعاً بما حققه هذا الوطن الغالي من انجازات وتقدم وازدهار، وعلى مدى 25 عاماً الماضية من حكم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، وفي مختلف الميادين والقطاعات ، وهذا كله هو نتيجة جهد واصرار جلالته وارادته وقوة عزيمته في تحقيق هذا التقدم والانجاز الملحوظ والملموس في المملكة الاردنية الهاشمية ، وكل هذه الجهود جعلت من الأردن في مصاف الدول المتقدمة في العالم، يكبر الأردن ويزدهر دوماً ويوماً بعد يوم بأيدي وسواعد ابنائه وبناته وحنكة سياسة جلالته الراسخة ، التي تعمل دائماً لصون مقدرات هذا الوطن وتستمر في حماية الوطن وشعبه وبكل همة عالية ، مثمناً المحافظ موقف جلالته تجاه أهالي قطاع غزة ومساعيه المستمرة وعلى كافة الأصعدة المحلية والعالمية، من أجل تحقيق الاستقرار في منطقتنا ، لافتاً إلى الدور التاريخي الديني للهاشميين، وهنا اعتقد أنه يؤكد على أهمية دور الهاشميين التاريخي في الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ، وايضاً أكد المحافظ على أن دفاع الهاشميين هو عن الأمة كلها .
ويختتم هذا اللقاء التاريخي لجلالة الملك عبد الله الثاني بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية بأهل عمّان في الديوان الملكي العامر في العاصمة عمّان ، حيث أنهى جلالته اللقاء بتقديم ميداليات اليوبيل الفضي على شخصيات عمّانية ومؤسسات في العاصمة عمّان، تقديراً لمساهمة وخدمة أبناء وبنات عمّان للمجتمع المحلي والوطن، لتبقى المملكة الاردنية الهاشمية شامخة بملكها الهاشمي وشعبها الوفي دوماً لوطنه وقيادته الهاشمية.
وختاماً أقول بأن عمّان وهي مسقط رأسي وفيها ترعرعت وكانت طفولتي وشبابي وحياتي، وكان لي الشرف بأن أسكن وأهلي وما نزال على قمة أحد جبالها الشامخة ، وأكتب عنها عدة مقالات وألفت عنها كتاب صممت فيه مسارات سياحية لمدينة عمّان القديمة، وكتاب آخر عن القصور الهاشمية في عمّان ، هي مدينة عظيمة فهي عمّان مدينة السلام والوئام ومنها اطلق جلالته رسالة عمّان واسبوع الوئام والاوراق النقاشية وفيها عُقدت قمم السلام والتعاون الدولي.