رم - بلال حسن التل
غدا يحتفل المؤمنون مسلمين مسيحيين بذكرى ميلاد نبي المحبة عيسى بن مريم،فمثلما ان عيسى هو نبي المسيحيين، فانه لايكتمل اسلام المسلم ان لم يؤمن بنبوة عبسى عليه السلام، ابن مريم البتول التي نزلت باسمها سورة كاملة في القرأن الكريم، وثقت سيرتها وكرستها خير نساء العالمين،اي ان المسلم يتعبد بقراءة سيرة عيسى وامه قرآنا يتلى اناء الليل وأطراف النهار. وهو مالم يفعله القرآن مع زوجات وبنات سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه افضل الصلاة والسلام.
ومثلما يشترك المسلمون و المسيحيون بالإيمان بنبوة عيسى ، فإنهما كعرب يشتركون، في ان الد اعدائهما أعني بني إسرائيل اللذين سعوا لقتلهما عليهما السلام، يحتلون مقدساتهما، فمسقط راس المسيح ودرب الامه، اسيرين بيد هؤلاء الاعداء،الذين يدنس احتلالهم مهد المسيح، وكنيسة قيامته، تماما مثلما يدنس اولى قبلتي محمد، وحائط معراجة إلى السماء، اي اننا نشترك في مواجهة عدو واحد، فوق اننا في الاردن نحيا حياة واحدة، لا يفرق بيننا دين أو مذهب، نعبد ربًا واحدًا يصلي له بعضنا في المساجد وبعضنا الآخر في الكنائس، وهذه الحياة الواحدة التي يحياها المسلمين والمسيحيين الأردنيين ليست حالة طارئة، كما أنها ليست قرار سياسي يستجيب لحدث بعينه، لكنها نتاج ثقافة مشتركة ترسخت عبر القرون.
فالمسيحيين الأردنيين مثلهم مثل إخوانهم المسلمين، أبناء هذه الأرض منذ ما قبل الأنباط وما بعد الغساسنة إلى يوم الناس هذا، وما يجمع بينهم أكثر بكثير مما يمكن أن يُميز أحدهم عن الآخر، ولا غرابة في ذلك فالكثيرون منهم ينحدرون من نفس الأصلاب والأرحام، لذلك لا نستغرب أن تكون بعض عشائرهم موزعة على الدينين، لكنها متحدة في السلوك الاجتماعي النابع من ثقافة واحدة، لذلك فإننا نستطيع أن نتقدم إلى العالم بتجربة فريدة وناجحة لإمكانية الحياة المشتركة بين أتباع الديانات السماوية، بعد أن تجاوزنا مرحلة الحوار والبحث عن المشتركات بين أتباع الديانات السماوية، ومن ثم فإننا نستطيع أن نقدّم للعالم أيضًا تجربة فريدة وناجحة في توظيف التنّوع لإثراء التجربة الوطنية وإغنائها ثقافيًا وحضاريًا، فيما لاتزال شعوبًا كثيرةً تبحث عن سبل الجلوس على طاولة واحدة بين أبنائها من أتباع الدين الواحد. بينما
الأردنيين مسلمين ومسيحيين منها يشتركون في احياء المناسبات الدينية بهدف جلاء الجوامع المشتركة بين الدينين السماويين، وبعضها الآخر يتحدث عن جانب من جوانب العلاقات الحياتية بين المسلمين والمسيحيين، لبيان حجم التطابق والتلاحم الوطني بين أبناء الوطن الواحد، الذين لم يسمحوا لأحد أن يستخدم الدين لتفريقهم عن بعضهم. دون أن يشعر أحد أن شريكه في هذا البناء من دين آخر لأنهما يشعران أنهما أبناء وطن واحد وأسرة واحدة ممتده.فكل عام والاردن والاردنيين بخير