رم - م. أنس معابرة
التوق إلى عمل؛ هو الرغبة في القيام به، تماماً كما يتوق الأولاد إلى أوقات اللعب، فتراهم يهرعون ركضاً إلى داخل الملعب أو الحديقة، أو حتى توق الكبار إلى اقتناء منزل أو سيارة أو حتى هاتف ذكي.
الأمر لا يختلف عن ذلك كثيراً في آلية صناعة العادات، أنت بحاجة إلى تحفيز ذاتك بحيث تتوق إلى ممارسة العادة التي ترغب باكتسابها، كيف؟ بكل بساطة؛ اجعل تلك العادة جذابة.
هل رأيت كيف تتعامل المطاعم وصانعوا الأغذية مع المستهلكين؟ إنهم يحاولون أن يروجوا لبضاعتهم عبر جعلها أكثر جاذبية من وضعها الحقيقي، بل إن بعض مصنعي الأغذية قد يعمدون إلى اضافة محسّنات غذائية أو نكهات صناعية - قد تكون غير صحية - إلى منتجاتهم لجعلها أكثر جاذبية في شكلها، وألذ طعماً في مذاقها.
وهو ذاته سلوك الطاووس الذي ينفش ريشاته الملونة ليكون أكثر جاذبية في نظر انثاه، والنساء تضع المكياج والزينة، والرجال يذهبون إلى الصالات الرياضية لكي يكونوا أكثر جاذبية أيضاً.
أنت ستفعل المثل؛ سوف تحاول أن تجعل الفرصة المتاحة أمامك لممارسة عادة حسنة أكثر جاذبية، فكلما كانت أكثر جاذبية؛ زاد احتمال ممارستك لها، واكتسابها كعادة جديدة، وكجزء من برنامجك اليومي.
تود أن تعتاد قراءة أذكار الصباح والمساء؟ حاول أن تتعلم جيداً مقدار الحسنات التي تكتسبها بهذا الفعل البسيط، ومقدار الحماية والوقاية من العين والمس والسحر والحوادث التي توفرها قراءة تلك الأذكار، عندها ستجدها جذابة، ولن تتردد في تلاوتها يومياً.
إذا كان هدفك أن تصبح كاتباً، فعليك أن تطالع سير الكتّاب المشهورين، وتبحث عن الإيجابيات التي تحفزك على الاقتداء بهم، ابحث عن مقدار الحفاوة التي يحضون بها، والثقافة التي يتمتعون بها، ومقدار المال الذي يكسبونه، والتاريخ الكبير الذي يتركونه، حتى أننا ما زلنا نتذكر كُتّاباً قضوا منذ مئات السنوات، سيكون كل ذلك عوامل جذب لك ناحية المباشرة بالقراءة والكتابة، سيراً نحو طريق الشهرة.
يشرح كتاب "العادات الذرية" أن للموضوع ابعاد فسيولوجية له علاقة بإفراز هرمون الدوبامين، حيث كان العلماء يعتقدون أن الدوبامين يفرز عن الحصول على المكافأة فقط، ولكنهم وجدوا أنه يفرز عند التوق للمكافأة بنفس القدر الذي يفرز به عند الحصول عليها، أي أن التوق إلى فعل أمر ما محفز للدماغ، وسبب لإدخال السعادة إلى الانسان، تماماً بالقدر ذاته الذي يحفز الدماغ عند القيام بالأمر، وتحقيق الإنجاز، والحصول على المكافأة.