الشرع .. ملمس ناعم أم مضمون جديد؟


رم - سميح المعايطه


كل النشاط العربي والدولي تجاه الحكم الجديد في سوريا جاد وحقيقي من الدول والقوى التي تقوم به، فالجميع يريدون سوريا جديدة وفق مواصفات دولة شرق اوسطية بما في ذلك أهداف لقوى دولية واقليمية بأن تدخل سوريا في علاقة مع إسرائيل حتى لو كانت في بدايتها «زواج سري» كما كان بين دول المقاومة والممانعة التي حكمها آل الأسد أكثر من خمسين عاماً.

الجميع بمن فيهم الرأي العام العربي والدولي وقبل ذلك الشعب السوري يسمعون الرسائل الايجابية والمعتدلة التي يرسلها قائد هيئة تحرير الشام احمد الشرع حول توجهات الدولة التي يقودها والمتوقع ان يستمر حاكماً لها سنوات قادمة الا اذا طرأت متغيرات كبرى في سوريا، وواضح ان الشرع يتخلص بسرعة من شخصية الجولاني وحتى من شخصية حاكم إدلب، ويذهب سريعا إلى تكوين انطباعات إيجابية لدى الجميع، لكن الدول بحكم خبرتها وتجاربها مع التنظيمات الاسلامية المتطرفة او نصف المتطرفة التي وصلت للحكم بالقوة او عبر صناديق الاقتراع، هذه التجربة ?و حالة الحذر السياسي والامني تصنع في عواصم مهمة في الإقليم والعالم حالة شك وأسئلة ليس من السهل الحصول على إجابة حولها والسؤال المركزي لدى هذه الدول: هل نحن أمام انقلاب جذري في تنظيم متطرف صنعه فكر القاعدة وسلوك داعش أم هو ملمس ناعم وسلوك انتهازي مرحلي هدفه الحصول على الدعم والاعتراف السياسي وبناء نظام لهذا التنظيم ودولة مقبولة دوليا واقليميا ومن ثم التمسك بالسلطة وفرض هوية التنظيم على الدولة وترك الإقليم والعالم مضطرا للتعامل مع الأمر الواقع والعودة إلى فكرة تصدير الثورة عبر بوابة تصدير الدولة الجديدة وبنا? خلايا وميليشيات نائمة في الإقليم لتكون اذرعاً لدولة التنظيم؟

هذا الخوف والسؤال الكبير ليس افتراضياً بل موجود حتى لدى دول عديدة ارسلت مسؤولين منها بمستويات مختلفة وجلسوا مع الشرع لكنهم قلقون من فكرة أن من جلسوا معه حالة مؤقتة ستعود بعدها شخصية الجولاني ومن معه.



عدد المشاهدات : (10953)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :