*الدكتوره رانيه اسماعيل
ان الانتقام متأصل بالنفس البشرية منذ الأزل ويأتي من عدة عوامل اجتماعية ونفسيه وعاطفية وجينية أيضا ،وييبح الشخص من خلاله رغبته بالانتقام لتحقيق العدالة والتوازن من وجهة نظره لرد الضرر بالضرر وهنا يتكون لديه رد فعل بدائي بوظائف عقلية دنيا . لكنه عندما يستخدم وظائفه العقلية العليا تغيب عنه رغبة الانتقام .
تظهر دراسات التصوير العصبي أن توقع الانتقام ينشط المخطط الظهري في الدماغ ، وهي منطقة من الدماغ مرتبطة بمعالجة المكافآت ،و يشير هذا إلى أن السعي للانتقام بالنسبة لبعض الشخصيات يعتبر مكافأة لأنه يخفف مؤقتًا من مشاعر العجز والغضب. وينتج عنه الشعور بالرضا والذي يكون قصير الأجل ويؤدي بالتالي للدمار والمآسي للشخص وللآخرين ، وهؤلاء الأشخاص لا يميلون للتسامح وحل المسائل بطرق متوازنه ، بل إن مستوى الغضب لديهم يكون عالي جدا بلحظات معينة ولا يستطيعون التحكم به .نرجسيتهم والخلل الواضح في تقدير الأمور وخاصة تقدير ذاتهم العالي يدفعهم للجنوح وتحقيق الرضا النفسي بالانتقام . و قد لا يرتبط مستوى الانتقام وشدته بتعاطي المخدرات أو بالاصابة بالامراض النفسية . وقد يرتبط بأحيان أخرى ، فكل حالة تختلف عن الأخرى بمعطياتها وظروفها .
يبدو أن الأب الجاني بالقضية التي هزت الشارع الأردني حاول استعادة كرامته بسبب شكوى زوجته عليه من خلال قتل طفليه بطريقة بشعة خالية من أي انسانية ، هل الشكوى التي قامت بها الزوجة في محاولة لايجاد السند قد يصل به لهذا السلوك ؟ في بعض الحالات نعم قد يصل الانتقام لهذا المستوى بل أكثر ، واختار قتل طفليه على قتل زوجته ، لأنه يعتبر ذلك أسوأ عقاب لها لمدى الحياه . لقد فكر بغضب وبتهور واختار انتقاما معقدا ليريح به نفسه .
ان الانتقام محاولة مضللة لتحويل سلوك الزوجه بالشكوى الى عار لحق بالزوج ، فأراد تحويل هذا العار الى فخر بقتل طفليه ، هذا ما يدور بذهنه ردا على سلوك طبيعي فعلته الزوجه بطلب الحماية لها ولأسرتها ، لكن لماذا يعتبر بعض الرجال بمجتمعاتنا العربية الشكوى لحماية الأسرة سلوك غير مقبول من الزوجات ؟ هل الخلل يكمن بنظرة بعض الرجال لأنفسهم كنظرة ذكورية فوقية ؟ أم الخلل بالنظرة المجتمعية لمؤسسات حماية الأسرة ؟ أم بطبيعة الدور الذي تقوم مؤسسات حماية الأسرة وتكوينها من ناحية الهيكل التنظيمي، والقوانين التي تحكمها، وأساليب التدخل، والموارد المتاحة؟ أم بطريقة تنشئتنا لأبناءنا ؟ أم بالتغاضي عن الأمراض النفسية وطلب المساعده والمشوره ؟ أم بالبرامج التوعويه بدور مؤسسات حماية الأسره وطبيعة عملها ؟
إن الدول التي تتمتع بنظام قانوني متقدم لحماية الأسرة تتسم بشمولية التشريعات، وتعاون الجهات الحكومية وغير الحكومية، وتوافر الدعم النفسي والمادي للضحايا. وتنفيذ قوانين صارمة ضد العنف الأسري، والتعامل مع جميع أشكال العنف، بما في ذلك العنف النفسي والعاطفي. والعقاب بشدة على جميع أشكال العنف ضد المرأة والطفل.
*فلسفة بالارشاد النفسي
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |