التل يكتب : باعتراف العدو اللغة العربية من اسباب انتصار غزة!


رم - بلال حسن التل

سألني بعض القراء عن دقة ربطي في مقال سابق بين انتصار قطاع غزة واللغة العربية، وان اللغة العربية كانت سببا من أسباب انتصار قطاع غزة، وهؤلاء الذين يتسألون مستغربين وربما مستنكرين الربط بين اللغة وبين انتصار الامة، يعتقدون ان اللغة مجرد حروف أبجدية، تستخدم للتخاطب، علما بان هذا ليس اهم ادوار اللغة، فاللغة تعني وجود الامة اوالشعب،واللغة هي من اهم معايير تعريف الشعوب وتميزها عن بعضها، بل ان وجود اية لغة هو دليل على حضور امتها،او زوالها، حيث يقول علماء الاجتماع السياسي تزول الامة بزوال لغتها. ولذلك فان العدو المحتل اول ما يستهدف لغة البلاد اول التي يحتلها .
وفي موضوعنا اليوم وعن سبب الربط بين اللغة العربية وانتصار غزة، نقول ان اللغة هي التي تبني قيم ومفاهيم ابناء الامة، التي تترجم سلوكا ومواقف، ومن هذه القيم والمواقف التي تكاد تنفرد بها اللغة العربية او ربما هي كذلك مفردة الصبر، وما تعبر عنه من قيم ومثل، تشحن من يتصف بها بالقدرة على الثبات و الصمود والتحمل لكل صنوف الاذى من تعذيب وتجويع وحتى فقد الاحبة، وهذه هي الثقافة التي ساعدت غزة على الصمود حتى النصر، وهي
حقيقة اعترف بها غلاة الصهاينة، ومنهم، الباحث
الصهيوني المتدين والخبير في الثقافة العرببة،مردخاي كيدار، والذي خدم لمدة 25 عامًا في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش العدو الإسرائيلي، متخصصا بدراسة وملاحقةالجماعات الإسلامية،وكذلك قراءة وتحليل الخطاب السياسي للدول العربية، ومضامين الصحافة ووسائل الإعلام العربية، وهو حاصل على دكتوراه من جامعة بار إيلان الإسرائيلية، و يجيد اللغة العبرية والعربية والإنجليزية . وهو للأسف احد نجوم بعض القنوات الفضائيات العربية، حيث يظهر على شاشاتها مدافعا عن سياسات كيان الاحتلال، لكنه ظهرمؤخرا على القنوات الإسرائيلية محللا اسباب صمود غزة وانتصارها، مستذكرا الاية القرآنية التي يقول فيها الله عز وجل (أن الله مع الصابرين) ، موكدا ان هذا المفهوم مستمد من كلمة صبر، وهي كلمة (ليست لدينا باللغة العبرية، وليس لدينا مصطلحا كهذا) والكلام لمردخاي، ويضيف ان مفهوم الصبر هو الذي يمد المقاومين بالقدرة على الكمون في الانفاق لمدد طويلة تصل الى شهرين اوثلاثة شهور متحملين الانتظار وقلة الزاد، لكنهم (يعيشون مع الله ويؤمنون ان الله معهم) ،، انهم يعتقدون وفق ثقافة الصبر ان ما قد لايحققونه هم سيحققه اولادهم لذلك يصبرون ويتحملون. وكل هذا من حديث مردخاي كيدار للإعلام الاسرائيلي.الذي تطرق ايضا الى كلمة الجهاد واثرها على صمود غزة.
جاء حديث مردخاي عن معاني مفردتي الصبر والجهاد، بعد ان طرح عددا من الاسئله على محاوريه منها:
*هل ستظل أمريكا تدعمناإلى الابد؟
*هل ستدعمنا اوروبا طيلة الوقت؟
*هل سيدعمك المجتمع الاسرائيلي الى الابد؟، وكانه يقول ان كل هذا الدعم سيتلاشى أمام ثقافة الصبر، مؤكدا ان مايجري في فلسطين هو صراع عقول ومفاهيم، ولذلك أكرر القول على ان اللغة العربية عنصر حاسم في مواحهتنا الحضارية مع المشروع الصهيوني المدعوم غربيا، بل هي العنصر الحاسم من عناصر نهضتنا الحضارية، لانه تبني مفاهيم هذا النهوض، لذلك كان المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية.



عدد المشاهدات : (4283)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :