الدكتور محمود عواد الدباس.
أدت تصريحات معالي وزير الخارجية أيمن الصفدي خلال مشاركته في أعمال الدورة( 55 ) لأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. إلى خلق أزمة تصريحات متبادلة بدأت مع حركة حماس و امتدت إلى مجلس النواب الأردني . قال الصفدي ( السلطة الفلسطينية يجب أن تحكم غزة بدون ميليشيات مسلحة ). مباشرة جاء الرد على تصريح الصفدي على لسان الدكتور باسم نعيم وهو عضو المكتب السياسي لحركة حماس حيث قال ( نعتقد أن هذا شأن فلسطيني داخلي والفلسطينيون قادرين على تحديد خياراتهم، كما لا نتدخل في خيارات الدول والشعوب، وغزة لا توجد فيها ميليشيات مسلحة، بل هي قوى مقاومة ملتزمة وطنيا، لها مشروع سياسي محدد وهو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهذا الحق بالمقاومة هو حق أصيل مكفول للشعوب تحت الاحتلال بالقانون الدولي) . في ذات الاتجاه المعارض لتصريحات الصفدي و كاستجابة فورية أخرى تقدم النائب في البرلمان الأردني وهو ينال فريحات عضو حزب جبهة العمل الإسلامي بسؤال نيابي تم توجيهه إلى وزير الخارجية . يستنكر فيه تصريح الوزير الذي يصف فيه أحد التنظيمات الفلسطينية بانها مليشيات مسلحة مضيفا أن تصريحات الوزير هي إدانة للعمل الجهادي الهادف إلى تحرير فلسطين . كما أعاد فريحات في سؤاله النيابي جزء من كلام عضو المكتب السياسي لحركة حماس وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة فلسطين.
في التوقف على تصريحات الوزير الصفدي بما يخص حركة حماس . نجد أن تصريحاته في بداية الحرب تختلف عن تصريحاته في نهايتها. في بداية الحرب التي بدأت في أكتوبر( 2023 م) . قال الوزير الصفدي أن حماس فكرة و الفكرة تبقى قائمة ما دامت أسبابها موجودة . في نهاية الحرب تم استخدام مصطلح مليشيات مسلحة. طبعا فإن المسافة واسعة جدا ما بين التصريحين . أدرك بكل تأكيد الأسباب التي كانت وراء التصريح الأول و هو تصريح سياسي يصب في خدمة حماس مع أنه يضر بالأردن في ذات الوقت في علاقته مع بعض الدول في العالم المنحازة إلى إسرائيل . أما الأسباب التي تقف وراء التصريح الثاني وهي تصريحات تصل إلى التحجيم السياسي لحركة حماس فالمؤكد أنه هنالك أسباب كانت وراء هذا التصريح من قبل الوزير وبهذه القسوة السياسية؟. وطبعا لا اريد الدخول في توقع هذه الأسباب ؟ . سبق لي أن كتبت في مقالة سابقة خلال هذا الشهر .في شكل العلاقة مع حماس خلال المدة التي بدأت من وقت طوفان الاقصى إلى وقت إعلان إطلاق النار. حيث تعددت أشكال العلاقة مع حماس . كانت خلال هذه الفترة و بحسب الوقائع الماضية . كانت احيانا . تدخل في باب التقارب المباشر. واحيانا تدخل في بوابة التقارب غير المباشر . واحيانا تدخل في بوابة التعارض غير المعلن . لكن هذه المرة و بسبب تصريحات الصفدي فقد دخلت العلاقة في بوابة التعارض و النقد المباشر .
ختاما . ومن وجهة نظري الشخصية . فأنني أرى أن تبقي العلاقة مع حماس ضمن خيارات ( التقارب المباشر . والتقارب غير المباشر . والتعارض غير المباشر ). فيما افضل الابتعاد عن خيار التعارض المباشر و النقد المباشر لهم مع ترك هذه الجزئية الأخيرة إلى التنظيمات الفلسطينية الأخرى التي تتعارض في رؤيتها مع حركة حماس . مع حقنا في دعم التنظيم الفلسطيني الذي يشاركنا رؤيتنا السياسية . وفوق ذلك الاستمرار في خدمة الشعب العربي الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية .
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |