رم - الدكتور محمود عواد الدباس
ضمن دراسة مشتركة لي مع الدكتور عامر السعايدة وهي في مراحلها النهائية . وعنوانها( العلاقات العربية - الأمريكية ). دراسة على مضمون اللقاءات و المؤتمرات الصحفية التي جمعت الرئيس الأمريكي ترامب مع عدد من ملوك وأمراء ورؤساء عدد من الدول العربية خلال الفترة الزمنية ٢٠١٧-٢٠٢٠ م. نتوقف اليوم على لقاءات الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الأمريكي بحسب ما يتوفر على شبكة الإنترنت و كذلك قناة اليوتيوب . كانت خمسة لقاءات بدأت في شباط من العام( ٢٠١٧ م ) و آخرها في حزيران من العام( ٢٠١٨ م) . يعني ذلك أن اللقاءات الرسمية و العلنية بينهما كانت أعلى ما تكون في العام ٢٠١٧ م. بدأت بعد ذلك في التراجع التدريجي إلى التوقف .
من الأهمية أن نتوقف على أسباب تراجع اللقاءات الرسمية بينهما وصولا إلى توقفها . كان السبب الأول هو إعلان ترامب في ديسمبر من العام( ٢٠١٧ م ) الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم نقل السفارة الأمريكية إليها. ثم جاء الإعلان الأمريكي عن صفقة القرن وعقد مؤتمر لذلك في العام( ٢٠١٩ م) .وحيث أن تلك القرارات و الصفقات لا تلبي طموحات الشعب الاردني ولا الشعب الفلسطيني . فقد كان لذلك تأثير على ديمومة اللقاءات بين الملك والرئيس الأمريكي لذلك توقفت اللقاءات الرسمية بينهما من منتصف حزيران من العام (٢٠١٨ م) الى نهاية ولاية ترامب في العام( ٢٠٢٠ م). مع الإشارة هنا إلى استمرار اللقاءات الرسمية الأردنية مع مؤسسات وشخصيات أمريكية أخرى . مع التذكير ايضا إلى أنه وخلال هذه اللقاءات كانت تطرح المحاذير الأردنية من خطورة الطروحات الأمريكية التي يتبعها و يعمل على تنفيذها الرئيس الأمريكي ترامب في ولايته الأولى . في ذات السياق وكي يكتمل المشهد التحليلي نعود إلى اللقاءات التي تمت ما بين الملك عبدالله والرئيس الأمريكي( شباط ٢٠١٧ م إلى حزيران ٢٠١٨ م ) من حيث أسبابها و نتائجها . في هذه اللقاءات كان التأكيد منهما على عمق العلاقة بين البلدين . وكان الاتفاق على إدانة جرائم النظام السوري . وكان الاتفاق على محاربة الإرهاب . هنا نشير إلى أنه و في هذه الموضوعات الثلاثة فقد كان الاتفاق عاليا جدا بينهما .لكن في موضوع السلام فكان الاتفاق على حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لكن الاختلاف أن الملك يؤكد على حل الدولتين فيما ترامب لا يتحدث بذلك .
السؤال اليوم ما هي أهمية التذكير بالفترة التي شهدت لقاءات بينهما و أسباب ذلك و الفترة التي شهدت انقطاع اللقاءات بينهما وأسباب ذلك . السبب العام هو عودة ترامب مرة أخرى . ففي العشرين من الشهر الحالي بدأ الرئيس الأمريكي ولايته الرسمية الثانية . وبكل تأكيد فإن رؤية ترامب تجاه موضوع السلام في المنطقة خلال ولايته الأولى . سيستمر بها في ولايته الثانية يعزز ذلك ويزيد من خطورته أنه وهو في هذه المرة أصبح بخبرة أكبر و بشرعية انتخابية اقوى كرئيس للمرة الثانية . والمؤكد أن ذلك سينتج وسائل ضغط اكبر و اكبر على الدول التي تحتاج الدعم الأمريكي لتنفيذ رؤيته بما يخص الصيغة النهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. حتى لو كانت صيغ غير منصفة أو أنها صيغ منقوصة وغير عادلة ؟.
ختاما . في العلاقة الأردنية الأمريكية و استنادا إلى اللقاءات الرسمية التي جمعت الملك عبدالله مع الرئيس ترامب في ولايته الأولى . فأن جميع الملفات التي اتفق عليها الطرفان في تلك اللقاءات قد أنجزت . حيث تم هزيمة الإرهاب و سقط النظام السوري . ولم يبقى إلا ما اختلف عليه الطرفان منذ الولاية الأولى. وهو صيغة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ودور الأردن في ذلك . وهذا ما نراه و نسمعه في قادم الأيام أو الشهور القادمة من الطرفين حينما تتم الزيارة الملكية إلى واشنطن . مع الإشارة إلى أن خياراتنا في الرفض لأي صيغة لحل القضية الفلسطينية هي في هذه الفترة أقل من الفترة الماضية لأسباب اقتصادية ؟