رم - الأردن الرقم الصعب في معادلة المنطقة يقف في قلب الشرق الأوسط كحارس للثوابت وصمام أمان للمنطقة بأسرها. موقعه الجغرافي بين فلسطين وسوريا والعراق والسعودية جعله لاعبًا أساسيًا في أي مشروع إقليمي، لكن هذه الأهمية تحمل معه تحديات هائلة، لا سيما في ظل المؤامرات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية على حسابه.
القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف خارجي بالنسبة للأردن، بل هي جزء لا يتجزأ من هويته الوطنية وتاريخه. ومع تصاعد الحديث عن مشاريع مثل "صفقة القرن" وخطط تهدف لتوطين اللاجئين الفلسطينيين أو طمس حق العودة، يجد الأردن نفسه في مواجهة مباشرة مع هذه المخططات. فهو يدرك أن المساس بحق الفلسطينيين في العودة والاستقلال يعني تهديدًا لديمغرافيته واستقراره.
الأردن لم يتخلَّ يومًا عن دوره كحامل للواء القضية الفلسطينية. وفي وجه الضغوط الدولية، ظل صامدًا، متمسكًا بثوابته، ورافضًا أي محاولة لتصفية الحقوق الفلسطينية. وهنا أقول:
"يا موئلَ الأحرارِ في زمنٍ قد جارَ
أردنُ يا درعَ العروبةِ والنارَ"
منذ طرح مشاريع مشبوهة كالوطن البديل، وقف الأردن بحزم ليؤكد أن فلسطين للفلسطينيين، وأنه لا مكان لأي تسوية على حسابه. لقد أثبت عبر تاريخه القريب والبعيد أن دوره ليس مجرد متلقٍ للأزمات، بل هو فاعل محوري في الحفاظ على هوية المنطقة واستقرارها.
الأردن أيضًا يواجه تحديات اقتصادية ضاغطة، لكنها لم تكن يومًا ذريعةً للتنازل عن مواقفه الثابتة. ففي كل مرة حاولت قوى إقليمية ودولية المساومة على موقفه عبر الإغراءات الاقتصادية، كان الرد الأردني واضحًا: لا مساومة على القدس، ولا تفريط بحق العودة. وهنا أقول
"إن جارتِ الدنيا عليه فلا يلينُ
يبقى قويَّ العزمِ لا يُرهبُ المينُ"
الأردن ليس مجرد جغرافيا محاصرة بين الأزمات، بل هو درع الأمة وحامي ثوابتها. كل مشروع إقليمي يسعى إلى تجاوز الأردن أو تجاهله يُحكم عليه بالفشل، لأن الأردن هو الرقم الصعب الذي يرفض أن يكون مجرد ورقة على طاولة تفاوض، بل هو صوت الحق وركيزة الاستقرار.