آثار صفقة القرن على الأردن!


رم - ا. د. أمين مشاقبة


أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته لحل القضية الفلسطينية تحت مُسمَّى «السلام من أجل الازدهار» في 28/1/2020، وسميت كذلك «صفقة القرن» إذ تُسيطر على ترامب فكرة تنفيذ ما عجز عنه الرؤساء من قبله وها هو الآن سيُعيد طرح هذا المشروع وربما مع تعديلات طفيفة لا تمس الجوهر مع تبني رؤية اليمين المُتطرف في إسرائيل (المُحافظون الجُدد) وأن هناك واقعاً إقليمياً يدفع باتجاه تطبيق هذا المشروع الذي ينهي به هذا الصراع، دون أن تقدم به أي تنازلات للشعب الفلسطيني في مجال حقوقه المشروعة، والرؤية الإسرائيلية المُتطرفة تقوم ع?ى عدم إقامة دولة فلسطينية على أي جزء من فلسطين وتحديداً الضفة الغربية.

وتقوم صفقة القرن على عدة مبادئ أولها القدس وهي عاصمة إسرائيل الأبدية المُوحدة، وتقسيم مدينة القدس جزئياً مع بقاء السيادة الإسرائيلية عليها وخصوصاً بعض المناطق من القدس الشرقية، ويمنح الفلسطينيون السيطرة على القُرى المجاورة للقدس الشرقية مثل أبو ديس، وتكون هناك إدارة مُشتركة تضم إسرائيل وفلسطين والأردن وبعض الدول العربية.

أمَّا الاستيطان: إلغاء حق العودة، وتوطين الفلسطينيين حيث تواجدهم، إنهاء وكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، الإبقاء على المستوطنات الكبرى وتضم لإسرائيل، والنائية والعشوائية الأولى يوقف الاستيطان بها والثانية تخلى.

انشاء دولة فلسطين الجديدة في الضفة وغزة باستثناء مناطق المستوطنات وابقاء الكتل الاستيطانية الكبرى تحت السيادة الإسرائيلية، وتكون ذات استقلال محدود، تشمل أجزاء من الضفة خصوصاً مناطق «أ» و"ب» من أوسلو وأجزاء من مناطق «C» «ج» حسب الاتفاقية المُسمّاة أوسلو واحد واثنين.

وهناك حوافز اقتصادية، ومظلة إقليمية لعملية السلام من الدول العربية، والأغوار تضم لإسرائيل، والحدود تحت السيادة الإسرائيلية، والمياه الإقليمية، والأجواء تحت السيطرة الإسرائيلية، إذن لا دولة فلسطينية مستقلة، لا لعودة اللاجئين ويتم تجنيسهم حيث يقطنون، القدس تحت السيادة الإسرائيلية، والحدود، والمياه وكل قضايا الحل النهائي، ورسم حدود جديدة لدولة إسرائيل، ويبدو أن هناك تصفية للقضية الفلسطينية على حساب الحقوق المشروعة والدول العربية وخصوصاً الأردن، أما بخصوص آثار أو انعكاسات الصفقة على الأردن، فهي حسم الصراع لصال? إسرائيل دون حله، إنهاء مبدأ حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧، إنهاء حق العودة للاجئين والنازحين الفلسطينيين وإدماجهم في المجتمع الأردني، وتجنيس أبناء قطاع غزة وهذا يعني إنهاء موضوعي اللاجئين والنازحين على حساب الأردن.

ويأتي وقف المساعدات الأميركية للأردن في هذا السياق وهو ابتزاز معلن دون مواربة وربما هناك أساليب أخرى للضغط على الأردن بهدف الغاء الحدود الأردنية مع فلسطين وخلق حدود جديدة بدل الحدود التاريخية وخصوصاً مع ضم الأغوار الشمالية الغربية لصالح اسرائيل، وساحل البحر الميت وهكذا.

الاحتفاظ بالمياه الإقليمية ومصادر المياه لنهر الأردن–وأية مصادر أخرى خصوصاً مع احتلال الجولان الذي سيَّطر فيه على منابع نهر اليرموك. وفرض السيادة على القدس ويضاف لذلك ترحيل السجناء الذين يُفرج عنهم لبلد ثالث.. كل هذا يخل بالمعادلة الديمغرافية بالأردن وهذا يؤثر على الهوية الوطنية الأردنية وخصوصاً مع الضغوط للتهجير. وعليه لا بد من اجتراح الحلول والأفكار للتعامل مع ما هو قادم من تطبيق رؤية ترامب للحفاظ على المصالح الوطنية الأردنية وأن يكون هناك حوارات وطنية فاعلة للخروج بأقل الخسائر.



عدد المشاهدات : (4865)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :