رم - بلال حسن التل
لم تكد تمضي اياما قليلة على قرار وقف المساعدات المالية الامريكية عن الكثير من الدول ومنها بلدنا، حتى كان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بحضور رئيسة المفوضية الاوروبية يشهدان توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، في مجالات السياسية والأمن والدفاع والمنعة الاقتصادية والتجارة والاستثمار والموارد البشرية ودعم اللاجئين.
من المؤكد ان هذه الاتفاقية لم تكن وليدة لحظتها، ولم تأت كذلك كردة فعل على اي قرار بعينة، لكنها نتاج جهد طويل، استغرق شهورا وسنوات، من العمل والبحث والتفاوض، مما يؤكد ماسبق وان قلناه عن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و عن تمتع جلالته ببعد النظر، والقدرة على استشراف المستقبل، من خلال عقلية استراتيحية يتمتع بها جلالته، مكنتنا من اجتياز الكثير من التحديات التي عصفت بدول كثيرة خاصة في منطقتنا، مثل تحدي عاصفة (الخريف) العربي، والازمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بالعالم عام2008، وتحدي صفقة القرن. وهي نفسها العقليةالتي تصنع للاردن سلة من البدائل التي تجعله قادرا على مواجهة كل الاحتمالات والتحديات، وهي نفس العقلية التي بنت للاردن شبكة قوية من العلاقات الدولية المؤثرة، وهي شبكة تمتد لتشمل الدول كل الفاعلة في العالم، بما فيها تلك المتناقضة في مواقفها ومصالحها، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي واليابان، لكن حنكة جلالته وقدرته الدبلوماسية جعلتها تجتمع على صداقة الاردن، والايمان به كواحد من اهم اعمدة منطقتنا،بل ومن عوامل الامن والسلم الدوليين، اللذين يرتبطان بالأمن والاستقرار في منطقتنا، والاردن من اهم اركانها، من خلال ابراز جلالته للاهمية الجيوسياسية لموقع الاردن.
ان الادلة على اجتماع الدول والمصالح المتناقضة على اهمية الاردن ومن ثم صداقته كثيرة، اخرها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الاردن والاتحاد الأوروبي، والتي وفرت للاردن فوق اهميتها السياسية والاقتصادية مساعدات مالية بقيمة ثلاثة مليارات يورو خلال ثلاث سنوات. مما قطع الطريق على كل المهولين من تأتيرات قرار وقف المساعدات المالية.
خلاصة القول اننا ومنذ تولى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مسؤوليته الدستورية مكننا من الإنتصار على الكثير من التحديات التي واجهتنا، وظل ان نستجيب نحن الى دعوات جلالته المتكررة بأن نعظم من اعتمادنا على الذات فهذا هو طريق خلاصنا النهائي.