بيان وزراء الخارجية العرب …يخلو من أي ذكر للجهود الاردنية. هل يعقل هذا !


رم - الدكتور محمود عواد الدباس.

قرأت بعناية بالغة عدة مرات النص الحرفي للبيان الختامي لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة يوم أمس السبت ( ١-٢-٢٠٢٥ م) والذي تم بدعوة من جامعة الدول العربية بحضور ممثلي ست دول عربية وهي ( مصر . الأردن . فلسطين . السعودية. الإمارات العربية. قطر ). كان السبب وراء تعدد المرات التي قرأت فيها نص البيان الختامي انني كنت ابحث منذ القراءة الأولى عن أي ذكر للجهود الأردنية قبل توقف الحرب على غزة تتناول جهود الأردن السياسية على الصعيد الدولي و جهوده الإغاثية عبر سلسلة المساعدات التي قام بها طيلة مدة الحرب . ايضا كنت ابحث عن ماهية الدور المستقبلي للأردن في خدمة القضية الفلسطينية. فلم أجد..هذا ..ولا… هذا . لذلك ومن شدة استغرابي أعدت القراءة لنص البيان الختامي مرة ثانية ثم ثالثة حتى وصلت إلى الخامسة . بعد القراءة الخامسة أيقنت أنها ذات الإجابة فلا يوجد أي شيء مما كنت ابحث عنه ؟. بكل تأكيد أن ذلك كان محزنا جدا لي من الناحية السياسية؟. في المقابل تضمن البيان الختامي الشكر لكل من( مصر وقطر وأمريكا ) على ما تم والمقصود به توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى و المحتجزين والسجناء بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي . ايضا تضمن البيان الختامي توزيع الأدوار المستقبلية على عدد من الدول العربية( مصر و السعودية ). حيث ستقوم مصر باستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة من جديد. كما ستقوم السعودية بالشراكة مع فرنسا من أجل عقد مؤتمر دولي بشأن حل الدولتين من أجل قيام الدولة الفلسطينية . أي أن السعودية تولت الجانب السياسي .فيما تولت مصر الجانب الاقتصادي .

في التعامل مع النص النهائي للبيان الختامي لوزراء الخارجية العرب . يمكن ذلك من مدخلين اثنين . المدخل القومي العربي وهنالك المدخل الوطني الاردني . نبدأ بقراءة البيان الختامي من الناحية القومية. هنا نقول أن مخرجات البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب ترضي كل عربي ونحن في الأردن منهم وفي مقدمتهم . ذلك أن كل ما تضمنه البيان الختامي يصب في خدمة القضية الفلسطينية وهذا ما نريده (استمرار وقف إطلاق النار . واستمرار تدفق المساعدات ..وإعادة الإعمار . ومواصلة الأونروا لدورها . ورفض التهجير السكاني بمختلف أشكاله . تمكن السلطة الفلسطينية من تولي مهامها في إدارة غزة بعد انقطاع . والتأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية). لكن إذا إلى انتقلنا إلى قراءة البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب من المدخل الوطني الأردني .فإن القراءة تحدث غصة في القلب لكثرة تكرار أسبابها . هي غصة في القلب من حيث إغفال الإشادة بالدور الاستثنائي البارز للأردن قيادة وشعبا في المساعدة على خلق رأي عام دولي يرفض استمرار الحرب على غزة والتي بلغت حدتها أنها اعتبرت بمثابة أنها حرب إبادة جماعية. ومما لا شك به أنه و نتيجة لتلك الجهود الأردنية دوليا فقد كانت مهمة الوسطاء سهلة في إيقاف الحرب لأنها مدعومة بقرار عالمي حتى من حلفاء إسرائيل. في المحصلة تحقق ما تم الوصول إليه من اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل السجناء والاسرى و المحتجزين وتم توجيه الشكر إلى الوسطاء فقط . أما الغصة الثانية في القلب فهي استثناء الاردن من القيام بأي دور مستقبلي حينما تم توزيع الأدوار المستقبلية على بعض الدول العربية وتم استثنائنا على الرغم من أننا هنا في الأردن أننا الأقرب إلى الضفة الغربية كحال مصر القريبة إلى غزة.

اعتمادا على الصيغة النهائية للبيان الختامي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة . فإن السؤال المباشر بدافع وطني وبصوت مرتفع . ماذا كان وزير الخارجية يفعل خلال التوافق على الصيغة النهائية للبيان الختامي . كيف قبل وزير خارجيتنا المتمرس دبلوماسيا وذو الخبرة الإعلامية أن لا تتضمن الصيغة النهائية للبيان الختامي أدنى إشارة إلى الأردن . ماذا افهم من ذلك ؟ هل أفهم أن الأشقاء العرب الذي توافقو على البيان الختامي لا يروننا من ناحيتين . الأولى بما قدمنا قبل إعلان اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل السجناء والأسرى و الرهائن.و الثانية في عدم شمولنا في تقسيم الأدوار المستقبلية على الرغم من خصوصية القضية الفلسطينية لنا يعزز ذلك أننا الأكثر تضررا من أي تطورات سلبية قد تحدث في الضفة الغربية .في النتيجة فإن عدم ذكرنا في البيان الختامي بما قدمنا للقضية الفلسطينية تاريخيا ومؤخرا خلال الحرب على غزة وكذلك عدم تقديمنا في أدوار مستقبلية فيه إجحاف كبير جدا بحق الأردن كما أن فيه محاولة تحجيم سياسي لنا !.وبالتالي ووفقا لذلك فإن دورنا هو دعم غيرنا ليكون في المقدمة مع أن المقدمة هي مكاننا الطبيعي بما يخص القضية الفلسطينية .

ختاما . اتمنى على وزير الخارجية الذي بذل جهد عز نظيره دوليا خلال فترة الحرب أن يقدم اليوم إجابة عن سبب غياب الأردن عن مضمون البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة . كي نعلم كيف يرى الأشقاء العرب مواقفنا تجاه فلسطين وهل هي حديث اردني داخلي ام انها قناعة عربية ؟.



عدد المشاهدات : (5085)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :